تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٥٥
بالأشياء كلها وتخصيصه ابعاضها بالصور والخواص المختلفة بأن ذلك يستدعي علمه بتفاصيل الأشياء وجزئياتها والقرون الخالية مع كثرتهم وتمادي مدتهم وتباعد أطرافهم كيف أحاط علمه بهم وبأجزائهم وأحوالهم فيكون معنى الجواب أن علمه تعالى محيط بذلك كله وأنه مثبت عنده لا يضل ولا ينسى * (الذي جعل لكم الأرض مهدا) * مرفوع صفة ل * (ربي) * أو خبر لمحذوف أو منصوب على المدح وقرأ الكوفيون هنا وفي الزخرف * (مهدا) * أي كالمهد تتمدونها وهو مصدر رسمي به والباقون مهادا وهو اسم ما يمهد كالفراش أو جمع مهد ولم يختلفوا في الذي في النبأ * (وسلك لكم فيها سبلا) * وجعل لكم فيها سبلا بين الجبال والأدوية والبراري تسلكونها من أرض إلى أرض لتبلغوا منافعها * (وأنزل من السماء ماء) * مطرا * (فأخرجنا به) * عدل به عن لفظ الغيبة إلى صيغة التكلم على الحكاية لكلام الله تعالى تنبيها على ظهور ما فيه من الدلالة على كمال القدرة والحكمة وإيذانا بأنه مطاع تنقاد الأشياء المختلفة لمشيئته وعلى هذا نظائره كقوله * (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها) * * (أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق) * الآية * (أزواجا) * أصنافا سميت بذلك لأزدواجها واقتران بعضها ببعض * (من نبات) * بيان أو صفة لأزواجا وكذلك * (شتى) * ويحتمل أن يكون صفة ل * (نبات) *
(٥٥)
مفاتيح البحث: الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»