* (فأجمعوا كيدكم) * فأزمعوه واجعلوه مجمعا عليه لا يتخلف عنه واحد منكم وقرأ أبو عمرو * (فأجمعوا) * ويعضده قوله * (فجمع كيده) * والضمير في * (قالوا) * إن كان للسحرة فهو قول بعضهم لبعض * (ثم ائتوا صفا) * مصطفين لأنه أهيب في صدور الرائين قيل كانوا سبعين ألفا مع كل واحد منهم جبل وعصا وأقبلوا عليه إقبالة واحدة * (وقد أفلح اليوم من استعلى) * فاز بالمطلوب من غلب وهو اعتراض * (قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى) * أي بعد ما أتوا مراعاة للأدب و * (إن) * بما بعده منصوب بفعل مضمر أو مرفوع بخبرية محذوف أي اختر إلقاءك أولا أو إلقاءنا أبو الأمر إلقاءك أو إلقاؤنا * (قال بل ألقوا) * مقابلة أدب بأدب وعدم مبالاة بسحرهم وإسعافا إلى ما أو هموا من الميل إلى البدء بذكر الأول في شقهم وتغيير النظم إلى وجه أبلغ ولأن يبرزوا ما معهم ويستنفذوا أقصى وسعهم ثم يظهر الله سلطانه فيقذف بالحق على الباطل فيدمغه * (فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) * أي فألقوا فإذا حبالهم وعصيهم وهي للمفاجأة والتحقيق أنها أيضا ظرفية تستدعي متعلقا ينصبها وجملة تضاف إليها لكنها خصت بأن يكون المتعلق فعل المفاجأة والجملة ابتدائية والمعنى فألقوا ففاجأ موسى عليه الصلاة والسلام وقت تخييل سعي حبالهم وعصيهم من سحرهم وذلك بأنهم لطخوها بالزئبق فلما ضربت عليها الشمس اضطربت فخيل إليها أنها تتحرك وقرأ ابن عامر برواية ابن ذكوان وروح تخيل بالتاء على إسناده إلى ضمير الحبال والعصي وإبدال أنها * (تسعى) * منه بدل الاشتمال وقرئ * (يخيل) * بالياء على إسناده إلى الله تعالى وتخيل بمعنى تخيل * (فأوجس في نفسه خيفة موسى) * فأضمر فيها خوفا من مفاجأته على ما هو مقتضى الجبلة البشرية أو من أن يخالج الناس شك فلا يتبعوه * (قلنا لا تخف) * ما توهمت * (إنك أنت الأعلى) * تعليل للنهي وتقرير لغلبته مؤكدا
(٥٩)