تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٥٤
* (قال ربنا الذي أعطى كل شيء) * من الأنواع * (خلقه) * صورته وشكله الذي يطابق كماله الممكن له أو أعطى خليقته كل شيء يحتاجون إليه ويرتفقون به فقدم المفعول الثاني لأنه المقصود بيانه وقيل أعطى كل حيوان نظيره في الخلق والصورة زوجا وقرئ * (خلقه) * صفة للمضاف إليه أو المضاف على شذوذ فيكون المفعول الثاني محذوفا أي أعطى كل مخلوق ما يصلحه * (ثم هدى) * ثم عرفه كيف يرتفق بما أعطي وكيف يتوصل به إلى بقائه وكماله اختيارا أو طبعا وهو جواب في غاية البلاغة لاختصاره وإعرابه عن الموجودات بأسرها على مراتبها ودلالته على أن الغني القادر بالذات المنعم على الإطلاق هو الله تعالى وأن جميع ما عداه مفتقر إليه منعم عليه في حد ذاته وصفاته وأفعاله ولذلك بهت الذي كفر وأفحم عن الدخل عليه فلم ير إلا صرف الكلام عنه * (قال فما بال القرون الأولى) * فما حالهم بعد موتهم من السعادة والشقاوة * (قال علمها عند ربي) * أي هو غيب لا يعلمه إلا هو وإنما أنا عبد مثلك لا أعلم منه إلا ما أخبرني به * (في كتاب) * مثبت في اللوح المحفوظ ويجوز أن يكون تمثيلا لتمكنه في علمه بما استحفظه العالم وقيده بالكتبة ويؤيده * (لا يضل ربي ولا ينسى) * والضلال أن تخطىء الشيء في مكانه فلم تهتد إليه والنسيان أن تذهب عنه بحيث لا يخطر ببالك وهما محالان على العالم بالذات ويجوز أن يكون سؤاله دخلا على إحاطة قدرة الله تعالى
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»