تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٦
* (قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى) * قيل لما ألقاها انقلبت حية صفراء بغلظ العصا ثم تورمت وعظمت فلذلك سماها جانا تارة نظرا إلى المبدأ وثعبانا مرة باعتبار المنتهى وحية أخرى باعتبار الاسم الذي يعم الحالين وقيل كانت في ضخامة الثعبان وجلادة الجان ولذلك قال * (كأنها جان) * * (قال خذها ولا تخف) * فإنه لما رآها حية تسرع وتبتلع الحجر والشجر خاف وهرب منها * (سنعيدها سيرتها الأولى) * هيئتها وحالتها المتقدمة وهي فعلة من السير تجوز بها للطريقة والهيئة وانتصابها على نزع الخافض أو على أن أعاد منقول من عاده بمعنى عاد إليه أو على الظرف أي سنعيدها في طريقتها أو على تقدير فعلها أي سنعيد العصا بعد ذهابها تسير سيرتها الأولى فتنتفع بها ما كنت تنتفع قبل قيل لما قال له ربه ذلك اطمأنت نفسه حتى أدخل يده في فمها وأخذ بلحييها * (واضمم يدك إلى جناحك) * إلى جنبك تحت العضد يقال لكل ناحيتين جناحان كجناحي العسكر استعارة من جناحي الطائر سميا بذلك لأنه يجنحهما عند الطيران * (تخرج بيضاء) * كأنها مشعة * (من غير سوء) * من غير عاهة وقبح كنى به عن البرص كما كنى بالسوأة عن العورة لأن الطباع تعافه وتنفر عنه * (آية أخرى) * معجزة ثانية وهي حال من ضمير * (تخرج بيضاء) * أو من ضميرها أو مفعول بإضمار خذ أو دونك * (لنريك من آياتنا الكبرى) * متعلق بهذا المضمر أو بما دل عليه آية أو القصة التي دللنا بها أو فعلنا ذلك * (لنريك) * و * (الكبرى) * صفة * (آياتنا) * أو مفعول نريك و * (من آياتنا) * حال منها * (اذهب إلى فرعون) * بهاتين الآيتين وادعه إلى العبادة * (إنه طغى) * عصى وتكبر
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»