تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٦١
* (فألقي السحرة سجدا) * أي فألقى فتلقفت فتحقق عند السحرة أنه ليس بسحر وإنما هو آية من آيات الله ومعجزة من معجزاته فألقاهم ذلك على وجوههم سجدا لله توبة عما صنعوا وإعتابا وتعظيما لما رأوا * (قالوا آمنا برب هارون وموسى) * قدم هارون لكبر سنه أو لروي الآية أو لأن فرعون ربى موسى في صغره فلو اقتصر على موسى أو قدم ذكره لربما توهم أن المراد فرعون وذكر هارون على الاستتباع روي أنهم رأوا في سجودهم الجنة ومنازلهم فيها * (قال آمنتم له) * أي لموسى واللام لتضمن الفعل معنى الاتباع وقرأ قنبل وحفص * (آمنتم له) * على الخبر والباقون على الاستفهام * (قبل أن آذن لكم) * في الإيمان له * (إنه لكبيركم) * لعظيمكم في فنكم وأعلمكم به أو لأستاذكم * (الذي علمكم السحر) * وأنتم تواطأتم على ما فعلتم * (فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) * اليد اليمنى والرجل اليسرى ومن ابتدائية كأن القطع ابتدأ من مخالفة العضو العضو وهي مع المجرور بها في حيز النصب على الحال أي لأقطعنها مختلفات وقرئ لأقطعن ولأصلبن بالتخفيف * (ولأصلبنكم في جذوع النخل) * شبه تمكن المصلوب بالجذع بتمكن المظروف بالظرف وهو أول من صلب * (ولتعلمن أينا) * يريد نفسه وموسى لقوله * (آمنتم له) * واللام مع الإيمان في كتاب الله لغير الله أراد به توضيع موسى والهزء به فإنه لم يكن من التعذيب في شيء وقيل رب موسى الذي آمنوا به * (أشد عذابا وأبقى) * وأدوم عقابا * (قالوا لن نؤثرك) * لن نختارك * (على ما جاءنا) * موسى به ويجوز أن يكون الضمير فيه لما * (من البينات) * المعجزات الواضحات * (والذي فطرنا) * عطف على ما جاءنا أو قسم * (فاقض ما أنت قاض) * ما أنت قاضيه أي صانعه أو حاكم به * (إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) * إنما تصنع ما تهواه أو تحكم ما تراه في هذه الدنيا * (والآخرة خير وأبقى) * فهو كالتعليل لما قبله والتمهيد لما بعده وقرئ * (تقضي هذه الحياة الدنيا) * كقولك صيم يوم الجمعة * (إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا) * من الكفر والمعاصي * (وما أكرهتنا عليه من السحر) * من معارضة المعجزة روي أنهم قالوا لفرعون أرنا موسى نائما فوجدوه تحرسه
(٦١)
مفاتيح البحث: الصّلب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»