كأنه يدعوا الويل ويقول يا ويل تعال فهذا أوانك وكل من * (تلك) * و * (دعواهم) * يحتمل الاسمية والخبرية * (حتى جعلناهم حصيدا) * مثل الحصيد وهو النبت المحصود ولذلك لم يجمع * (خامدين) * ميتين من خمدت النار وهو مع * (حصيدا) * بمنزلة المفعول الثاني كقولك جعلته حلوا حامضا إذ المعنى وجعلناهم جامعين لمماثلة الحصيد والخمود أو صفة له أو حال من ضميره * (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين) * وإنما خلقناها مشحونة بضروب البدائع تبصرة للنظار وتذكرة لذوي الاعتبار وتسببا لما ينتظم به أمور العباد في المعاش والمعاد فينبغي أن يتسلقوا بها إلى تحصيل الكمال ولا يغتروا بزخارفها فإنها سريعة الزوال * (لو أردنا أن نتخذ لهوا) * ما يتلهى به ويلعب * (لاتخذناه من لدنا) * من جهة قدرتنا أو من عندنا مما يليق بحضرتنا من المجردات لا من الأجسام المرفوعة والأجرام المبسوطة كعادتكم في رفع السقوف وتزويقها وتسوية الفرش وتزيينها وقيل اللهو الولد بلغة اليمن وقيل الزوجة والمراد به الرد على النصارى * (إن كنا فاعلين) * ذلك ويدل على جواب الجواب المتقدم وقيل * (إن) * نافية والجملة كالنتيجة للشرطية * (بل نقذف بالحق على الباطل) * إضراب عن اتخاذ اللهو وتنزيه لذاته عن اللعب أي بل من شأننا أن نغلب الحق الذي من جملته الجد على الباطل الذي من عداده اللهو * (فيدمغه) * فيمحقه وإنما استعار لذلك القذف وهو الرمي البعيد المستلزم لصلابة المرمى والدمغ الذي هو كسر الدماغ بحيث يشق غشاؤة المؤدي إلى زهوق الروح تصويرا لابطاله ومبالغة فيه وقرئ * (فيدمغه) * بالنصب كقوله (سأترك منزلي لبني تميم وألحق بالحجاز فأستريحا)
(٨٦)