تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٩١
* (أولم ير الذين كفروا) * أو لم يعلموا وقرأ ابن كثير بغير واو * (أن السماوات والأرض كانتا رتقا) * ذات رتق أو مرتوقتين وهو الضم والالتحام أي كانتا واحدا وحقيقة متحدة * (ففتقناهما) * بالتنويع والتمييز أو كانت السماوات واحدة ففتقت بالتحريكات المختلفة حتى صارت أفلاكا وكانت الأر ضون واحدة فجعلت باختلاف كيفياتها وأحوالها طبقات أو أقاليم وقيل * (كانتا) * بحيث لا فرجة بينهما ففرج وقيل * (كانتا رتقا) * لا تمطر ولا تنبت ففتقناهما بالمطر والنبات فيكون المراد ب * (السماوات) * سماء الدنيا وجمعها باعتبار الآفاق أو * (السماوات) * بأسرها على أن لها مدخلا ما في الأمطار والكفرة وإن لم يعلموا ذلك فهم متمكنون من العلم به نظرا فإن الفتق عارض مفتقر إلى مؤثر واجب وابتداء أو بوسط أو استفسارا من العلماء ومطالعة للكتب وإنما قال * (كانتا) * ولم يقل كن لأن المارد جماعة السماوات وجماعة الأرض وقرئ * (رتقا) * بالفتح على تقدير شيئا رتقا أي مرتوقا كالرفض بمعنى المرفوض * (وجعلنا من الماء كل شيء حي) * وخلقنا من الماء كل حيوان كقوله تعالى * (والله خلق كل دابة من ماء) * وذلك لأنه من أعظم مواده أو لفرط احتياجه إليه وانتفاعه به بعينه أو صيرنا كل
(٩١)
مفاتيح البحث: الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»