تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٣٦
بالصانع يعني معطلة كانوا بمكة * (للذين آمنوا) * تهكما بهم من اقرارهم به وتعليقهم الأمور بمشيئته * (أنطعم من لو يشاء الله أطعمه) * على زعمكم وقيل قاله مشركو قريش حين استطعمهم فقراء ايهاما بأن الله تعالى لما كان قادرا أن يطعمهم ولم يطعمهم فنحن أحق بذلك وهذا من فرط جهالتهم فإن الله يطعم بأسباب منها حث الاعنياء على اطعام الفقراء وتوفيقهم له * (إن أنتم إلا في ضلال مبين) * حيث أمرتمونا ما يخالف مشيئة الله ويجوز أن يكون جوابا من الله لهم أو حكاية لجواب المؤمنين لهم * (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) * يعنون وعد البعث * (ما ينظرون) * ما ينتظرون * (إلا صيحة واحدة) * هي النفخة الأولى * (تأخذهم وهم يخصمون) * يتخاصمون في متاجرهم ومعاملاتهم لا يخطر ببالهم أمرها كقوله * (أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون) * وأصله يختصمون فسكنت التاء أدغمت ثم كسرت الخاء لالتقاء الساكنين وقرأ أبو بكر بكسر الياء للاتباع وقرأ ابن كثير وورش وهشام بفتح الخاء على القاء حركة التاء إليه وأبو عمرو وقالون به مع الاختلاس وعن نافع الفتح فيه والاسكان والتشديد وكأنه جوز الجمع بين الساكنين إذا كان الثاني مدغما وقرأ حمزة * (يخصمون) * من خصمه إذا جادله * (ونفخ في الصور) * أي مرة ثانية وقد سبق تفسيره في سورة المؤمنين * (فإذا هم من الأجداث) * من القبور جمع جدث وقرئ بالفاء * (إلى ربهم ينسلون) * يسرعون وقرئ بالضم * (قالوا يا ويلنا) * وقرئ * (يا ويلتنا) * * (من بعثنا من مرقدنا) * وقرئ (من أهبنا) من هب من نومه إذا انتبه ومن هبنا بمعنى أهبنا وفيه ترشيح ورمز وإشعار بأنهم لاختلاط عقولهم يظنون أنهم كانوا نياما و * (من بعثنا) * و (من هبنا) على الجارة والمصدر وسكت حفص وحده عليها سكته لطيفة والوقف عليها في سائر القراءات حسن * (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) * مبتدأ وخبر و * (ما) * مصدرية أو موصولة محذوفة الراجع
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»