تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٣١
والدخول في الإيمان والطاعة على دأب الأولياء في كظم والترحم على الأعداء أو ليعلموا انهم كانوا على خطأ عظيم في أمره وانه كان على حق وقرئ * (المكرمين) * و * (ما) * خبرية أو مصدرية والباء صلة * (يعلمون) * أو استفهامية جاء على الأصل والباء صلة غفر أي بأي شيء * (غفر) * لي يريد به المهاجرة عن دينهم والمصابر على اذيتهم * (وما أنزلنا على قومه من بعده) * من بعد هلاكه أو رفعه * (من جند من السماء) * اهلاكهم كما أرسلنا يوم بدر والخندق بل كفينا أمرهم بصيحة ملك وفيه استحقار لاهلاكهم وايماء بتعظيم الرسول عليه السام * (وما كنا منزلين) * وما صح في حكمتنا أن ننزل جندا لأهلاك قومه إذ قدرنا لكل شيء سببا وجعلنا ذلك سببا لانتصارك من قومك وقيل * (ما) * موصولة معطوفة على * (جند) * أي ومما كنا منزلين على من قبلهم من حجارة وريح وأمطار شديدة * (إن كانت) * ما كانت الاخذة أو العقوبة * (إلا صيحة واحدة) * صاح بها جبريل عليه السلام وقرئت بالرفع على كان التامة * (فإذا هم خامدون) * ميتون شبهوا بالنار رمزا إلى أن الحي كالنار الساطعة ولميت كرمادها كما قال لبيد (وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع) * (يا حسرة على العباد) * تعالي فهذه كن الأحوال التي من حقها أن تحضري فيها وهي ما دل عليها * (وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون) * فإن المستهزين بالناصحين المخلصين المنوط بنصحهم خير الدارين احقاء أن يتحسروا ويتحسر عليهم وقد تلهف على حالهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين ويجوز أن يكون حسرا من الله
(٤٣١)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»