تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٠
* (ولو نشاء لمسخناهم) * بتغيير صورهم وابطال قواهم * (على مكانتهم) * مكانهم بحيث يجمدون فيه وقرأ أبو بكر (مكاناتهم) * (فما استطاعوا مضيا) * ذهابا * (ولا يرجعون) * ولا رجوعا فوضع الفعل موضعه للفواصل وقيل * (لا يرجعون) * عن تكذيبهم وقرئ * (مضيا) * باتباع الميم الضاد المكسورة لقلب الواو ياء كالمعتى والمعتي ومضيا كصبي والمعنى انهم بكفرهم ونقضهم ما عهد إليهم احقاء بأن يفعل بهم ذلك لكنا لم نفعل لشمول الرحمة لهم واقتضاء الحكمة امهالهم * (ومن نعمره) * ومن نطل عمره * (ننكسه في الخلق) * نقلبه فيه فلا يزال يتزايد ضعفه وانتقاض بنيته وقواه عكس ما كان عليه بدء آمره وابن كثير على هذه يشبع ضمة الهاء على أصله وقرأ عاصم وحمزة * (ننكسه) * من التنكيس وهو أبلغ والنكس اشهر * (أفلا يعقلون) * أن من قدر على ذلك قدر على الطمس والمسخ فإنه مشتمل عليهما ويزاد غير أنه على تدرج وقرأ نافع برواية ابن عامر وابن ذكوان ويعقوب بالتاء لجري الخطاب قبله * (وما علمناه الشعر) * رد لقولهم أن محمدا شاعر أي ما علمناه الشعر بتعليم القرآن فإنه لا يماثله لفظا ولا معنى لأنه غير مقفى ولا موزون وليس معناه ما يتوخاه الشعراء من التخيلات المرغبة والنمفرة ونحوها * (وما ينبغي له) * وما يصح له الشعر ولا يتأتى له أن أراد قرضه على ما خبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة وقوله صلى الله عليه وسلم أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وقوله (هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت) اتفاقي من غير تكلف وقصد منه إلى ذلك وقد يقع مثله كثيرا في تضاعيف المنثورات على أن الخليل ما عد المشطور من الرجز شعرا هذا وقد روي أنه حرك الباءين
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 » »»