فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه * (قال يا قوم اتبعوا المرسلين) * * (اتبعوا من لا يسألكم أجرا) * على النصح وبليغ الرسالة * (وهم مهتدون) * إلى خير الدارين * (وما لي لا أعبد الذي فطرني) * على قراءة غير حمزة فإنه يسكن الياء في الوصل تطلف في الارشاد بإ] راده في معرض المناصحة لنفسه وامحاض النصح حيث أراد لهم ما أراد لها والمراد تقريعهم على تركهم عبادة خالقهم إلى عبادة غيره ولذلك قال * (وإليه ترجعون) * مبالغة في التهديد ثم عاد إلى المساق الأول فقال * (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا) * لا تنفعني شفاعتهم * (ولا ينقذون) * بالنصرة والمظاهرة * (إذا لفي ضلال مبين) * فإن ايثار ما لا ينفع ولا يدفع ضرا بوجه ما على الخالق المقتدر على النفع والضر واشراكه به ضلال بين لا يخفى على عاقل وقرأ نافع ويعقوب وأبو عمرو بفتح الياء * (إني آمنت بربكم) * الذي خلقكم وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء * (فاسمعون) * فاسمعوا إيماني وقيل الخطاب للرسل إنه لما نصح قومه اخذوا يرجمونه فأسرع نوحهم قبل أن يقتلو * (قيل ادخل الجنة) * قيل له ذلك لما قتلوه بشرى له بأنه من أهل الجنة أو اكراما واذنا في دخولها كسائر الشهداء أو لما هموا بقتله رفعه الله إلى الجنة على ما قاله الحسن وانما لم يقل له لان الغرض بيان المقول دون المقول له فإنه معلوم والكلام استئناف في حيز الجواب عن السؤال عن حاله عند لقاء ربه بعد تصليه في نصر دينه وكذلك * (قال يا ليت قومي يعلمون) * * (بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) * فإنه جواب عن السؤال عن قوله عند ذلك القوم وانما تمنى علم قومه بحاله ليجملهم على اكتساب مثلها بالتوبة عن الكفر
(٤٣٠)