تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٧
الخطر من ورثة أبي وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تصدق به واستدلت به الحنفية على جواز العقود الفاسدة في دار الحرب وأجيب بأنه كان قبل تحريم القمار والآية من دلائل النبوة لأنها إخبار عن الغخيب وقرئ * (غلبت) * بالفتح و * (سيغلبون) * بالضم ومعناه أن الروم غلبوا على الروم على ريف الشام والمسلمون سيغلبونهم وفي السنة التاسعة من نزوله غزاهم المسلمون وفتحوا بعض بلادهم وعلى هذا تكون إضافة الغلب إلى الفاعل * (لله الأمر من قبل ومن بعد) * من قبل كونهم غالبين وهو وقت كونهم مغلوبين ومن بعد كونهم مغلوبين وهو وقت كوهم غالبين أي له الأمر حين غلوا وحين يغلبون ليس شيء منهما إلا بقضائه وقرئ * (من قبل ومن بعد) * من غير تقدير مضاف إليه كأنه قيل قبلا وبعدا أي أولا وآخرا * (ويومئذ) * ويوم تغلب الروم * (يفرح المؤمنون) * * (بنصر الله) * من له كتاب على من لا كتاب له لما فيه من انقلاب التفاؤل وظهور صدقهم فيما اخبرا به المشركين وغلبتهم في رهانهم وازدياد يقينهم وثباتهم في دينهم وقيل بنصر الله المؤمنين باظهار صدقهم أو بان ولي بعض أعدائهم بعضا حتى تفانوا * (ينصر من يشاء) * فينصر هؤلاء تارة وهؤلاء أخرى * (وهو العزيز الرحيم) * ينتقم من عباده بالنصر عليهم تارة ويتفضل عليهم بنصرهم أخرى * (وعد الله) * مصدر مؤكد لنفسه لأن ما قبله في معنى الوعد * (لا يخلف الله وعده) * لامتناع الكذب عليه تعالى * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * وعده ولا صحة وعده لجهلهم وعدم تفكرهم * (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) * ما يشاهدونه منها والتمتع بزخارفها * (وهم عن الآخرة) * التي هي غايتها والمقصود منها * (هم غافلون) * لا تخطر ببالهم و * (هم) * الثانية تكرير للأولى أو مبتدأ و * (غافلون) * خبره والجملة خبر الأولى وهو على الوجهين مناد على تمكين غفلتهم عن الآخرة المحققة لمقتضى الجملة المتقدمة المبدلة من قوله * (لا يعلمون) * تقريرا لجهالتهم وتشبيها لهم بالحيوانات المقصور ادراكها من الدنيا ببعضها
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»