تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٤
* (أو لم يروا) * يعني أهل مكة * (أنا جعلنا حرما آمنا) * أي جعلنا بدلهم مصونا عن النهب والتعدي آمنا أهله عن القتل والسبي * (ويتخطف الناس من حولهم) * يختلسون قتلا وسبيا إذ كانت العرب حوله في تغاور وتناهب * (أفبالباطل يؤمنون) * ابعد هذه النعمة المكشوفة وغيرها مما لا يقدر عليه إلا الله يؤمنون بالصنم أو الشيطان * (وبنعمة الله يكفرون) * حيث أشركوا به غيره وتقديم الصلتين للاهتمام أو الاختصاص على طريق المبالغة * (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بأن زعم أن له شريكا * (أو كذب بالحق لما جاءه) * يعني الرسول أو الكتاب وفي * (لما) * تسفيه لهم بأن لم يتواقفوا ولم يتأملوا قط حين جاءهم بل سارعوا إلى التكذيب أول ما سمعوه * (أليس في جهنم مثوى للكافرين) * تقرير لثوائهم كقوله (ألستم خير من ركب المطايا) أي إلا يستوجبون الثواء فيها وقد افتروا مثل هذه الكذب على الله وكذبوا بالحق مثل هذا التكذيب أو لاجترائهم أي ألم يعلموا أن * (في جهنم مثوى للكافرين) * حتى اجترؤوا مثل هذه الجراءة * (والذين جاهدوا فينا) * في حقنا واطلاق المجاهدة ليعم جهاد الأعادي الظاهرة والباطنة بأنواعه * (لنهدينهم سبلنا) * سبل السير إلينا والوصول إلى جنابنا أو لنزيدنهم هداية إلى سبيل الخير وتوفيقا لسلوكها كقوله تعالى * (والذين اهتدوا زادهم هدى) * وفي
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»