تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٧
* (فإن لم يستجيبوا لك) * دعاءك إلى الاتيان بالكتاب الاهدى فحذف المفعول للعلم به ولان فعل الاستجابة يعدى بنفسه إلى الدعاء وباللام إلى الداعي فإذا عدي إليه حذف الدعا غالبا كقوله (وداع يا من يجيب إلى الندا فلم يستجبه عند ذاك مجيب) * (فاعلم أنما يتبعون أهواءهم) * إذ لو اتبعوا حجة لاتوا بها * (ومن أضل ممن اتبع هواه) * استفهام بمعنى النفي * (بغير هدى من الله) * في موضع الحال للتأكيدا أو التقييد فان هوى النفس قد يوافق الحق * (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) * الذين ظلموا أنفسهم بالانهماك في اتباع الهوى * (ولقد وصلنا لهم القول) * اتبعنا بعضه بعضا في الانزال ليتصل التذكير أو في النظم لتقرر الدعوة بالحجة والمواعظ بالمواعيد والنصائح بالعبر * (لعلهم يتذكرون) * فيؤمنون ويطيعون * (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون) * نزلت في مؤمني أهل الكتاب وقيل في أربعين من أهل الإنجيل اثنان وثلاثون جاءوا مع جعفر من الحبشة وثمانية من الشام والضمير في * (من قبله) * للقران كالمستكين في * (وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به) * أي بأنه كلام الله تعالى * (إنه الحق من ربنا) * استئناف لبيان ما أوجب إيمانهم به * (إنا كنا من قبله مسلمين) * استئناف آخر الدلالة على أن إيمانهم به ليس مما أحدثوه حينئذ وانما هو أمر تقادم عهده لما رأوا ذكره في الكتب المتقدمة وكونهم على دين الإسلام قبل نزول القران أو تلاوته عليهم باعتقادهم صحته في الجملة * (أولئك يؤتون أجرهم مرتين) * مرة على إيمانهم بكتابهم ومرة على إيمانهم بالقران
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»