تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٣
غاية حمقه فإنه لو صدق لم يندفع بالقتل وإن كذب فما وجهه * (إنه كان من المفسدين) * فلذلك اجترأ على قتل خلق كثير من أولاد الأنبياء لتخيل فاسد * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) * أن نتفضل عليهم بإنقاذهم من بأسه * (ونريد) * حكاية حال ماضية معطوفة على * (إن فرعون علا في الأرض) * من حيث إنهما واقعان تفسير لل * (نبأ) * أو حال من * (يستضعف) * ولا يلزم من مقارنة الإرادة للاستضعاف مقارنة المراد له لجواز أن يكون تعلق الإرادة به حينئذ تعلقا استقباليا مع أن منة الله بخلاصهم لما كانت قريبة الوقوع منه جاز أن تجري مجرى المقارن * (ونجعلهم أئمة) * مقدمين في أمر الدين * (ونجعلهم الوارثين) * لما كان في ملك فرعون وقومه * (ونمكن لهم في الأرض) * ارض مصر والشام واصل التمكين أن تجعل للشيء مكانا يتمكن فيه ثم استعير للتسليط واطلاق الأمر * (ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم) * من بني إسرائيل * (ما كانوا يحذرون) * من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم وقرأ حمزة والكسائي * (ويرى) * بالياء و * (فرعون وهامان وجنودهما) * بالرفع * (وأوحينا إلى أم موسى) * بالهام أو رؤيا * (أن أرضعيه) * ما أمكنك اخفاؤه * (فإذا خفت عليه) * بأن يحس به * (فألقيه في اليم) * في البحر يريد النيل * (ولا تخافي) * عليه ضيعة ولا شدة * (ولا تحزني) * لفراقه * (إنا رادوه إليك) * عن قريب بحيث تأمنين عليه * (وجاعلوه من المرسلين) * روي إنها لما ضر بها الطلق دعت قابلة من الموكلات بحبالى بني إسرائيل فعالجتها فلما وقع موسى على الأرض هالها نور بين عينيه وارتعشت مفاصلها ودخل حبه في قلبها بحيث منعها من السعاية فأرضعته ثلاثة اشهر ثم ألح فرعون في طلب الماليد واجتهد العيون في تفحصها فأخذت له تابوتا فقذفته في النيل * (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا) * تعليل لالتقاطهم إياه بما هو عاقبته ومؤداه تشبيها له بالغرض الحامل عليه وقرأ حمزة والكسائي * (وحزنا) * * (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) * في كل شيء فليس ببدع منهم أن قتلوا ألوفا لأجله ثم اخذوه يربونه ليكبر ويفعل بهم ما كانوا يحذرون أو مذنبين فعاقبهم الله تعالى بأن ربى عدوهم على أيديهم فالجملة اعتراض لتأكيد خطئهم أو لبيان الموجب لما ابتلوا به
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»