تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٨١
وجوههم ويجوز أن يراد بالوجوه أنفسهم كما أريدت بالأيدي في قوله تعالى * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * * (هل تجزون إلا ما كنتم تعملون) * على الالتفات أو باضمار القول أي قيل لهم ذلك * (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها) * أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم ذلك بعدما بين المبدأ والمعاد وشرح أحوال القيامة واشعار بأنه قد أتم الدعوة وقد كملت وما عليه بعد إلا الاشتغال بشأنه والاستغراق في عبادة ربه وتخصيص مكة بهذه الإضافة تشريف لها وتعظيم لشأنها وقرئ (التي حرمها) * (وله كل شيء) * خلقا وملكا * (وأمرت أن أكون من المسلمين) * المنقادين أو الثابتين على ملة الإسلام * (وأن أتلو القرآن) * وان أواظب على تلاوته لتنكشف لي حقائقه في تلاوته شيئا فشيئا أو اتباعه وقرئ * (واتل عليهم) * (وأن أتل) * (فمن اهتدى) * باتباعه إياي في ذلك * (فإنما يهتدي لنفسه) * فإن منافعه عائدة إليه * (ومن ضل) * بمخالفتي * (فقل إنما أنا من المنذرين) * فلا علي من وبال ضلاله شيء إذ ما على الرسول إلا البلاغ وقد بلغت * (وقل الحمد لله) * على نعمة النبوة أو على ما علمني ووفقني للعمل به * (سيريكم آياته) * القاهرة في الدنيا كوقعة بدر وخروج دابة الأرض أو في الآخرة * (فتعرفونها) * أنها آيات الله ولكن حين لا تنفعكم المعرفة * (وما ربك بغافل عما تعملون) * فلا تحسبوا أن تأخير عذابكم لغفلته عن أعمالكم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالياء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة طس كان له من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهودا وصالحا وإبراهيم وشعيبا ويخرج من قبره وهو ينادي لا اله إلا الله
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»