تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٤
كأنه توهم أنه لو كان لكان جسما في السماء يمكن الترقي إليه ثم قال * (وإني لأظنه من الكاذبين) * أو أراد أن يبني له رصدا يترصد منه أوضاع الكواكب فيرى هل فيها ما يدل على بعثه رسول وتبدل دولة وقيل المراد بنفي العلم نفي المعلوم كقوله تعالى * (أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض) * فإن معناه بما ليس فيهن وهذا من خواص العلوم الفعلية فإنها لازمة لتحقق معلوماتها فيلزم من انتفائها لك انتفائها ولا كذلك العلوم الانفعالية قيل أول من اتخذ الآجر فرعون ولذلك أمر باتخاذه على وجه يتضمن تعليم الصنعة مع ما فيه من تعظم ولذلك نادى هامان باسمه ب * (يا) * في وسط الكلام * (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق) * بغير استحقاق * (وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون) * بالنشور وقرأ نافع وحمزة والكسائي بفتح الياء وكسر الجيم * (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم) * كما مر بيانه وفيه فخامة وتعظيم لشأن الآخذ واستحقار للمأخوذين كأنه أخذهم مع كثرتهم في كف وطرحهم في اليم ونظيره قوله تعالى * (وما قدروا الله حق قدره) * * (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) * * (فانظر) * يا محمد * (كيف كان عاقبة الظالمين) * وحذر قومك عن مثلها * (وجعلناهم أئمة) * قدوة للضلال بالحمل على الإضلال وقيل بالتسمية كقوله تعالى * (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) * أو بمنع الألطاف الصارفة عنه * (يدعون إلى النار) * إلى موجباتها من الكفر والمعاصي * (ويوم القيامة لا ينصرون) * بدفع العذاب عنهم
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»