تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٣
لا يحسن به لا ضرر فيه وإنما الضرر في مقدماته وهي المرض ثم إنه لأهل الكمال وصلة إلى نيل المحاب التي تستحقر دونها الحياة الدنيوية وخلاص من أنواع المحن والبليات ولأنت المرض في غالب الأمر إنما يحدث بتفريط من الإنسان في مطامعه ومشاربه وبما اجتماعهما والاعتدال المخصوص عليها قهرا وذلك بقدرة الله العزيز العليم * (والذي يميتني ثم يحيين) * في الآخرة * (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) * ذكر ذلك هضما لنفسه وتعليما للأمة أن يجتنبوا المعاصي ويكونوا على حذر وطلب لأن يغفر لهم ما يفرط منهم واستغفارا لما عسى يندر منه من الصغائر وحمل الخطيئة على كلماته الثلاث * (إني سقيم) * * (بل فعله كبيرهم هذا) * وقوله هي أختي ضعيف لأنها معاريض وليس خطايا * (رب هب لي حكما) * كما في العلم والعمل أستعد به لخلافة الحق ورياسة الخلق * (وألحقني بالصالحين) * ووفقني للكمال في العمل لأنتظم به في عداد الكاملين في الصلاح الذين لا يشوب صلاحهم كبير ذنب ولا صغيره * (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) * جاها وحسن صيت في الدنيا يبقى أثره إلى يوم الدين ولذلك ما من أمة إلا وهم محبون له مثنون عليه أو صادقا من ذريتي يجدد أصل ديني ويدعو الناس إلى ما كنت أدعوهم إليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم * (واجعلني من ورثة جنة النعيم) * في الآخرة وقد مر معنى الوراثة فيها * (واغفر لأبي) * بالهداية والتوفيق للإيمان * (إنه كان من الضالين) * طريق الحق
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»