تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٣٠
تسلية له صلى الله عليه وسلم بأن قومه إن كذبوه فهو ليس بأوحدي في التكذيب فإن هؤلاء قد كذبوا رسلهم قبل قومه * (وكذب موسى) * غير فيه النظم وبنى الفعل للمفعول لأن قومه بو إسرائيل ولم يكذبوه وإنما كذبه القبط ولأن تكذيبه كان أشنع وآياته كانت أعظم وأشنع * (فأمليت للكافرين) * فأمهلتهم حتى انصرمت آجالهم المقدرة * (ثم أخذتهم فكيف كان نكير) * أي إنكاري عليهم بتغيير النعمة محنة والحياة هلاكا والعمارة خرابا * (فكأين من قرية أهلكناها) * بإهلاك أهلها وقرأ البصريان بغير لفظ التعظيم * (وهي ظالمة) * أي أهلها * (فهي خاوية على عروشها) * ساقطة حيطانها على سقوفها بأن تعطل بنيانها فخرت سقوفها ثم انهدمت حيطانها فسقطت فوق السقوف أو خالية مع بقاء عروشها وسلامتها فيكون الجار متعلقا ب * (خاوية) * ويجوز أن يكون خبر بعد خبر أي هي خالية وهي على عروشها أي مطلة عليها بأن سقطت وبقيت الحيطان مائلة مشرفة عليها والجملة معطوفة على * (أهلكناها) * لا على * (وهي ظالمة) * فإنها حال والإهلاك ليس حال خوائها فلا محل لها إن نصبت كأي بمقدر يفسره * (أهلكناها) * وإن رفعته بالابتداء فمحلها الرفع * (وبئر معطلة) * عطف على * (قرية) * أي وكم بئر عامرة في البوادي تركت لا يستقي منها لهلاك أهلها وقرئ بالتخفيف ممن أعطله بمعنى عطلة * (وقصر مشيد) * مرفوع أو مجصص أخليناه عن ساكنيه وذلك يقوي أن معنى * (خاوية على عروشها) * خالية مع بقاء عروشها وقيل المراد ب * (وبئر) * بئر في سفح جبل بحضرموت وبقصر قصر مشرف على قلته كان لقوم حنظلة بن صفوان من قوم صالح فلما قتلوه أهلكهم الله تعالى وعطلهما * (أفلم يسيروا في الأرض) * حث لهم على أن يسافروا ليروا مصارع المهلكين فيعتبروا وهو وإن كانوا قد سافروا فلم يسافروا لذلك * (فتكون لهم قلوب يعقلون بها) * ما
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»