تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١١٩
غيظه أو الذي يغيظ من نصر الله وقيل نزلت في قوم مسلمين استبطأوه نصر الله لاستعجالهم وشدة غيظهم على المشركين * (وكذلك) * ومثل ذلك الإنزال أنزلنا القرآن كله * (آيات بينات) * واضحات * (وأن الله يهدي) * ولأن الله يهدي به أو يثبت على الهدى من يريد هدايته أو إثباته أنزله كذلك مبينا * (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة) * بحكومة بينهم وإظهار المحق منهم على المبطل أو الجزاء فيجازي كلا ما يليق به ويدخله المحل المعدل له وإنما أدخلت إن على كل واحد من طرفي الجملة لمزيد التأكيد * (إن الله على كل شيء شهيد) * عالم به مراقب لأحواله * (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض) * يستخر لقدرته ولا يتأتى عن تدبيره أو يدل بذلته على عظمته مدبره ومن يجوز أن يعم أولي العقل وغيرهم على التغليب فيكون قوله * (والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب) * إفرادا لها بالذكر لشهرتها واستبعاد ذلك منها وقرئ * (والدواب) * بالتخفيف كراهة التضعيف أو الجمع بين السكنين * (وكثير من الناس) * عطف عليها إن جوز إ مال اللفظ الواحد فيكل واحد من مفهوميه وإسناده بعتبار أحدهما إلى أمر وباعتبار الآخر إلى آخر فإن تخصيص الكثير يدل على خصوص المعنى المسند إليهم أو مبتدأ خبره محذوف يدل عليه خبر قسيمة نحو حق له الثواب أو فاعل فعل مضمر أي ويسجد له كثير من الناس سجود طاعة * (وكثير حق عليه العذاب) * بكفره وإبائه عن الطاعة ويجوز أن يجعل وكثيرا تكريرا للأول مبالغة في تكثير المحقوقين بالعذاب وأن يعطف به على الساجدين بالمعنى العام
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»