تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٢٥
الصرف فإن الذب منحرف عن الواقع * (حنفاء لله) * مخلصين له * (غير مشركين به) * وهما حالان من الواو * (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء) * لأنه سقط من أوج الإيمان إلى حضيض الكفر * (فتخطفه الطير) * فإن الهواء الرديئة توزع أفكاره وقرأ نافع وحده * (فتخطفه) * بفتح الخاء وتشديد الطاء * (أو تهوي به الريح في مكان سحيق) * بعيد فإن الشيطان قد طرح به في الضلالة وأو للتخيير كما قوله تعالى * (أو كصيب من السماء) * أو للتنويع فإن من المشركين من لا خلاص له أصلا ومنهم من يمكن خلاصه بالتوبة لكن على بعد ويجوز أن يكون من التشبيهات المركبة فيكون المعنى ومن يشرك بالله فقد هلكت نفسه هلاكا يشبه أحد الهلاكين * (ذلك ومن يعظم شعائر الله) * دين الله أو فرائض الحج ومواضع نسكه أو الهدايا لأنها من معالم الحج وهو أوفق لظاهر ما بعده وتعظيمها أن تختارها حسانا سمانا عالية الأثمان روي أنه صلى الله عليه وسلم أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفة برة من ذهب وأن عمر رضي الله تعالى عنه أهدى نجيبة طلبت منه بثلاثمائة دينار * (فإنها من تقوى القلوب) * فإن تعظيمها منه من أفعال ذوي تقوى القلوب فحذفت هذه المضافات والعائد إلى من وذكر القلوب لأنها منشأ التقوى والفجور أو الآمرة بهما
(١٢٥)
مفاتيح البحث: الحج (2)، التوبة (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»