تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٢٩
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان المشركون يؤذونهم وكانوا يأتونه من بين مضروب ومشجوج يتظلمون إليه فيقول لهم اصبروا فإني لم أومر بالقتال حتى هاجر فأنزلت وهي أول آية نزلت في القتال بعدما نهي عنه في نيف وسبعين آية * (وإن الله على نصرهم لقدير) * وعد لهم بالنصر كما وعد بدفع أذى الكفار عنهم * (الذين أخرجوا من ديارهم) * يعن مكة * (بغير حق) * بغير موجب استحقوه به * (إلا أن يقولوا ربنا الله) * على طريقة قول النابغة (ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب) وقيل منقطع * (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) * بتسليط المؤمنين منهم على الكافرين * (لهدمت) * لخربت باستيلاء المشركين على أهل الملل وقرأ نافع دفاع وقرأ نافع وابن كثير * (لهدمت) * بالتخفيف * (صوامع) * صوامع الرهبانية * (وبيع) * بيع النصارى * (وصلوات) * كنائس اليهود سميت بها لأنها يصلى فيها وقيل أصلها صلوتا بالعبرانية فعربت * (ومساجد) * مساجد المسلمين * (يذكر فيها اسم الله كثيرا) * صفة للأربع أو لمساجد خصت بها تفضيلا * (ولينصرن الله من ينصره) * من ينصر دينه وقد أنجز وعده بأن سلط المهاجرين والأنصار على صناديد العرب وأكاشرة العجم وقياصرتهم وأورثهم أرضهم وديارهم * (إن الله لقوي) * على نصرهم * (عزيز) * لا يمانعه شيء * (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) * وصف للذين أخرجوا وهو ثناء قبل بلاء وفيه دليل على صحة أمر الخلفاء الراشدين إذ لم يستجمع ذلك غيرهم من المهاجرين وقيل بدل ممن ينصره * (ولله عاقبة الأمور) * فإن مرجعها إلى حكمه وفيه تأكيد لما وعده * (وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين) *
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»