تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٢٤
المقصود مما يتقرب به إلى الله تعالى * (أيام معلومات) * هي عشر ذي الحجة وقيل أيام النحر * (على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) * علق الفعل بالمروزق وبينه بالبهيمة تحريضا على التقرب وتنبيها على مقتضى الذكر * (فكلوا منها) * من لحومها أمر بذلك إباحة وإزالة لما عليه أهل الجاهلية من التحرج فيه أو ندبا إلى مواساة الفقراء ومساواتهم وهذا في المتطوع به دون الواجب * (وأطعموا البائس) * الذي أصابه بؤس أي شدة * (الفقير) * المحتاج والمر فيه للوجوب وقد قيل به في الأول * (ثم ليقضوا تفثهم) * ثم ليزيلوا وسخهم بقص الشارب والأظفار ونتف الإبط والإستحداد عند الحلال * (وليوفوا نذورهم) * ما ينذرون من البر في حجهم وقيل مواجب الحج وقرأ أبو بكر بفتح الواو وتشديد الفاء * (وليطوفوا) * طواف الركن الذين به تمام التحلل فإنه قرينة قضاء التفث وقيل طواف الوداع وقرأ ابن عامر وحده بكسر اللام فيهما * (بالبيت العتيق) * القديم لأنه أول بيت وضع للناس أو المعتق من تسلط الجبابرة فكم من جبار رسا إليه ليهدمه فمنعه الله تعالى وأما الحجاج فإنما قصد إخراج ابن الزبير منه دون التسلط عليه * (ذلك) * خبر محذوف أي المر ذلك وهو وأمثاله تطلق لفصل بين كلامين * (ومن يعظم حرمات الله) * أحكامه وسائر ما لا يحل هتكه أو الحرم وما يتعلق بالحج من التكاليف وقيل الكعبة والمسجد الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام والمحرم * (فهو خير له) * فالتعظيم * (خير له) * * (عند ربه) * ثوابا * (وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم) * إلا المتلو عليكم تحريمه وهو ما حرم منها لعارض كالميتة وما أهل به لغير الله فلا تحرموا منها غير ما حرمه الله كالبحيرة والسائبة * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) * فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان كما تجتنب النجاس وهو غاية المبالغة في النهي عن تعظيمها والتنفير عن عبادتها * (واجتنبوا قول الزور) * تعميم بعد تخصيص فإن عبادة الأوثان راس الزور كأنه لما حث على تعظيم الحرمات أتبعه ذلك ردا لما كانت الكفرة عليه من تحريم البحائر والسوائب وتعظيم الأوثان والافتراء على الله تعالى بأنه حكم بذلك وقيل شهادة الزور لم روي أنه عليه الصلاة والسلام قال عدلت شهادة الزور الإشراك بالله تعالى ثلاثا وتلا هذه الآية و والزور من الزور وهو الانحراف كما أن الإفك من الإفك وهو
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»