تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٨٣
* (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون) * يعني الأصنام وقيل لما حملت حواء اتاهما إبليس في صورة رجل فقال لها ما يدريك ما في بطنك لعله بهيمة أو كلب وما يدريك من أين يخرج فخافت من ذلك وذكرته لآدم فهما منه ثم عاد إليها وقال إني من الله بمنزلة فإن دعوت الله أن يجعله خلقا مثلك ويسهل عليك خروجه تسميه عبد الحارث وكان اسمه حارثا بين الملائكة فتقبلت فلما ولدت سمياه عبد الحارث وأمثال ذلك لا يليق بالأنبياء ويحتمل أن يكون الخطاب في * (خلقكم) * لآل قصي من قريش فإنهم خلقوا من نفس قصي وكان له زوج من جنسه عربية قرشية وطلبا من الله الولد فأعطاهما أربعة بنين فسمياهم عبد مناف وعبد شمس وعبد قصي وعبد الدار ويكون الضمير في * (يشركون) * لهما ولأعقابهما المقتدين بهما وقرأ نافع وأبو بكر شركا أي شركة بأن أشركا فيه غيره أو ذوي شرك وهم الشركاء وهم ضمير الأصنام جيء به على تسميتهم إياها آلهة * (ولا يستطيعون لهم نصرا) * أي لعبدتهم * (ولا أنفسهم ينصرون) * فيدفعون عنها ما يعتريها * (وإن تدعوهم) * أي المشركين * (إلى الهدى) * إلى الإسلام * (لا يتبعوكم) * وقرأ نافع بالتخفيف وفتح الباء وقيل الخطاب للمشركين وهم ضمير الأصنام أي إن تدعوهم إلى أن يهدوكم لا يتبعوكم إلى مرادكم ولا يجيبوكم كما يجيبكم الله * (سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون) * وإنما لم يقل أم صمتم للمبالغة في عدم إفادة الدعاء من حيث إنه مسوى بالثبات على الصمات أو لأنهم ما كانوا يدعونها لحوائجهم فكأنه قيل سواء عليكم احداثكم دعاءهم واستمراركم على الصمات عن دعائهم
(٨٣)
مفاتيح البحث: الزوج، الزواج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»