* (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * ذكر ذلك بعد ما بين أنه خلق للنار طائفة ضالين ملحدين عن الحق للدلالة على أنه خلق أيضا للجنة هادين بالحق عادلين في الأمر واستدل به على صحة الإجماع لأن المراد منه أن في كل قرن طائفة بهذه الصفة لقوله عليه الصلاة والسلام لا تزال من أمتي طائفة على الحق إلى أن يأتي أمر الله إذ لو اختص بعهد الرسول أو غيره لم يكن فائدة فإنه معلوم * (والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم) * سنستدنيهم إلى الهلاك قليلا قليلا وأصل الاستدراج الاستصعاد أو الاستنزال درجة بعد درجة * (من حيث لا يعلمون) * ما نريد بهم وذلك أن تتواتر عليهم النعم فيظنوا أنها لطف من الله تعالى بهم فيزدادوا بطرا وانهماكا في الغي حتى يحق عليهم كلمة العذاب * (وأملي لهم) * وأمهلهم عطف على * (سنستدرجهم) * * (إن كيدي متين) * إن أخذي شديد وإنما سماه كيدا لأن ظاهره إحسان وباطنه خذلان * (أولم يتفكروا ما بصاحبهم) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم * (من جنة) * من جنون روي أنه صلى الله عليه وسلم صعد على الصفا فدعاهم فخذا فخذا يحذرهم بأس الله تعالى فقال قائلهم إن صاحبكم لمجنون بات يهوت إلى الصباح فنزلت * (إن هو إلا نذير مبين) * موضح إنذاره بحيث لا يخفى على ناظر * (أولم ينظروا) * نظر استدلال * (في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء) * مما يقع عليه اسم الشيء من الأجناس التي لا يمكن حصرها ليدلهم على كمال قدرة صانعها ووحدة مبدعها وعظم شأن مالكها ومتولي أمرها ليظهر لهم صحة ما يدعوهم إليه * (وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) * عطف على ملكوت وأن مصدرية أو مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن وكذا اسم يكون والمعنى أو لم ينظروا في اقتراب آجالهم
(٧٨)