تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٨٨
بالمواساة والمساعدة فيما رزقكم الله وتسليم أمره إلى الله والرسول * (وأطيعوا الله ورسوله) * فيه * (إن كنتم مؤمنين) * فإن الإيمان يقتضي ذلك أو أن كنتم كاملي الإيمان فإن كمال الإيمان بهذه الثلاثة طاعة الأوامر والاتقاء عن المعاصي وإصلاح ذات البين بالعدل والإحسان * (إنما المؤمنون) * أي الكاملون في الإيمان * (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) * فزعت لذكره استعظاما له وتهيبا من جلاله وقيل هو الرجل يهم بمعصية فيقال له اتق الله فينزع عنها خوفا من عقابه وقرئ * (وجلت) * بالفتح وهي لغة وفرقت أي خافت * (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا) * لزيادة المؤمن به أو لاطمئنان النفس ورسوخ اليقين بتظاهر الأدلة أو بالعمل بموجبها وهو قول من قال الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية بناء على أن العمل داخل فيه * (وعلى ربهم يتوكلون) * يفوضون إليه أمورهم ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه * (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) * * (أولئك هم المؤمنون حقا) * لأنهم حققوا إيمانهم بأن ضموا إليه مكارم أعمال القلوب من الخشية والإخلاص والتوكل ومحاسن أفعال الجوارح التي هي العيار عليها من
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»