تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٨٥
* (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) * ينخسنك منه نخس أي وسوسة تحملك على خلاف ما أمرت به كاعتراء غضب وفكر والنزغ والنسغ والنخس الغرز شبه وسوسته إغراء لهم على المعاصي وإزعاجا بغرز السائق ما يسوقه * (فاستعذ بالله إنه سميع) * يسمع استعاذتك * (عليم) * يعلم ما فيه صلاح أمرك فيحملك عليه أو سميع بأقوال من آذاك عليهم بأفعاله فيجازيه عليها مغنيا إياك عن الانتقام ومشايعة الشيطان * (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان) * لمة منه وهو اسم فاعل من طاف يطوف كأنها طافت بهم ودارت حولهم فلم تقدر أن تؤثر فيهم أو من طاف به الخيال يطيف طيفا وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب طيف على أنه مصدر أو تخفيف طيف كلين وهين والمراد بالشيطان الجنس ولذلك جمع ضميره * (تذكروا) * ما أمر الله به ونهى عنه * (فإذا هم مبصرون) * بسبب التذكر مواقع الخطأ ومكايد الشيطان فيتحرزون عنها ولا يتبعونه فيها والآية تأكيد وتقرير لما قبلها وكذا قوله * (وإخوانهم يمدونهم) * أي وإخوان الشياطين الذين لم يتقوا بمدهم الشياطين * (في الغي) * بالتزيين والحمل عليه وقرئ * (يمدونهم) * من أمد ويمادونهم كأنهم يعينونهم بالتسهيل والاغراء وهؤلاء يعينونهم بالاتباع والامتثال * (ثم لا يقصرون) * ثم لا يمسكون عن اغوائهم حتى يردوهم ويجوز أن يكون الضمير للاخوان أي لا يكفون عن الغي ولا يقصرون كالمتقين ويجوز أن يراد بال * (إخوان) * الشياطين ويرجع الضمير إلى * (الجاهلين) * فيكون الخبر جاريا على ما هو له * (وإذا لم تأتهم بآية) * من القرآن أو مما اقترحوه * (قالوا لولا اجتبيتها) * هلا جمعتها تقولا من نفسك كسائر ما تقرؤه أو هلا طلبتها من الله * (قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي) * لست بمختلق للآيات أو لست بمقترح لها * (هذا بصائر من ربكم) * هذا القرآن بصائر للقلوب بها يبصر الحق ويدرك الصواب * (وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) * سبق تفسيره
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»