تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٧٩
وتوقع حلولها فيسارعوا إلى طلب الحق والتوجه إلى ما ينجيهم قبل مغافصة الموت ونزول العذاب * (فبأي حديث بعده) * أي بعد القرآن * (يؤمنون) * إذا لم يؤمنوا به وهو النهاية في البيان كأنه إخبار عنهم بالطبع والتصميم على الكفر بعد إلزام الحجة والارشاد إلى النظر وقيل هو متعلق بقوله عسى أن يكون كأنه قيل لعل أجلهم قد اقترب فما بالهم لا يبادرون الإيمان بالقرآن وماذا ينتظرون بعد وضوحه فإنلم يؤمنوا به فبأي حديث أحق منه يريدون أن يؤمنوا به وقوله * (من يضلل الله فلا هادي له) * كالتقرير والتعليل له * (ونذرهم في طغيانهم) * بالرفع على الاستئناف وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء لقوله * (من يضلل الله) * وحمزة والكسائي به وبالجزم عطفا على محل * (فلا هادي له) * كأنه قيل لا يهده أحد غيره * (ونذرهم) * * (يعمهون) * حال من هم * (يسألونك عن الساعة) * أي عن القيامة وهي من الأسماء الغالبة وإطلاقها عليها إما لوقوعها بغتة أو لسرعة حسابها أو لأنها على طولها عند الله كساعة * (أيان مرساها) * متى إرساؤها أي إثباتها واستقرارها ورسو الشيء ثباته واستقراره ومنه رسا الجبل وأرسى السفينة واشتقاق * (أيان) * من أي لأن معناه أي وقت وهو من أويت إليه لأن البعض أوى إلى الكل * (قل إنما علمها عند ربي) * استأثر به لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا * (لا يجليها لوقتها) * لا يظهر أمرها في وقتها * (إلا هو) * والمعنى أن الخفاء بها مستمر
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»