تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٨٤
* (إن الذين تدعون من دون الله) * أي تعبدونهم وتسمونهم آلهة * (عباد أمثالكم) * من حيث إنها مملوكة مسخرة * (فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين) * أنهم آلهة ويحتمل أنهم لما نحتوها بصور الأناسي قال لهم أن قصارى أمرهم أن يكونوا أحياء عقلاء أمثالكم فلا يستحقون عبادتكم كما لا يستحق بعضكم عبادة بعض ثم عاد عليه بالنقض فقال * (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها) * وقرئ * (إن الذين) * بتخفيف * (إن) * ونصب * (عباد) * على أنها نافية عملت عمل ما الحجازية ولم يثبت مثله و * (يبطشون) * بالضم ها هنا وفي القصص والدخان * (قل ادعوا شركاءكم) * واستعينوا بهم في عداوتي * (ثم كيدون) * فالبغوا فيما تقدرون عليه من مكر وهي أنتم وشركاؤكم * (فلا تنظرون) * فلا تمهلون فإني لا أبالي بكم لوثوقي على ولاية الله تعالى وحفظه * (إن وليي الله الذي نزل الكتاب) * القرآن * (وهو يتولى الصالحين) * أي ومن عادته تعالى أن يتولى الصالحين من عباده فضلا عن أنبيائه * (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون) * من تمام التعليل لعدم مبالاته بهم * (وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون) * يشبهون الناظرين إليك لأنهم صوروا بصورة من ينظر إلى من يواجهه * (خذ العفو) * أي خذ ما عفا لك من أفعال الناس وتسهل ولا تطلب ما يشق عليهم من العفو الذي هو ضد الجهد أو * (خذ العفو) * عن المذنبين أو الفضل وما يسهل من صدقاتهم وذلك قبل وجوب الزكاة * (وأمر بالعرف) * المعروف المستحسن من الأفعال * (وأعرض عن الجاهلين) * فلا تمارهم ولا تكافئهم بمثل أفعالهم وهذه الآية جامعة لمكارم الأخلاق آمرة للرسول باستجماعها
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»