تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٥
الحارث اللهم انصر خير الحزبين * (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) * الآية فأجيب له فضرب عنقه صبرا يوم بدر * (وجعلنا الليل والنهار آيتين) * تدلان على القادر الحكيم بتعاقبهما على نسق واحد بإمكان غيره * (فمحونا آية الليل) * أي الآية التي هي الليل بالاشراق والإضافة فيهما للتبيين كإضافة العدد إلى المعدود * (وجعلنا آية النهار مبصرة) * مضيئة أو مبصرة للناس من ابصره فبصر أو مبصرا أهله كقولهم أجبن الرجل إذا كان أهله جبناء وقيل الآيتان القمر والشمس وتقدير الكلام وجعلنا نيري الليل والنهار آيتين أو جعلنا الليل والنهار ذوي آيتين ومحو آية الليل التي هي القمر جعلها مظلمة في نفسها مطموسة النور أو نقص نورها شيئا فشيئا إلى المحاق وجعل آية النهار التي هي الشمس مبصرة جعلها ذات شعاع تبصر الأشياء بضوئها * (لتبتغوا فضلا من ربكم) * لتطلبوا في بياض النهار أسباب معاشكم وتتوصلوا به إلى استبانة أعمالكم * (ولتعلموا) * باختلافهما أو بحركاتهما * (عدد السنين والحساب) * وجنس الحساب * (وكل شيء) * تفتقرون إليه في أمر الدين والدنيا * (فصلناه تفصيلا) * بيناه بيانا غير ملتبس * (وكل إنسان ألزمناه طائره) * عمله وما قدر له كأنه طير إليه من عش الغيب ووكر القدر لما كانوا يتيمنون ويتشاءمون بسنوح الطار وبروحه استعير لما هو سبب الخير والشر من قدر الله تعالى وعمل العبد * (في عنقه) * لزوم الطوق في عنقه * (ونخرج له يوم القيامة كتابا) * هي صحيفة عمله أو نفسه المنتقشة بآثار اعماله فإن الأعمال الاختيارية تحدث في النفس أحوالا ولذلك يفيد تكريرها لها ملكات ونصبه بأنه مفعول أو حال من مفعول محذوف وهو ضمير الطائر ويعضده قراءة يعقوب و * (يخرج) * من خرج * (يخرج) * وقرئ و * (يخرج) * أي الله عز وجل * (يلقاه منشورا) * لكشف الغطاء وهما صفتان للكتاب أو * (يلقاه) * صفة و * (منشورا) * حال من مفعوله وقرأ ابن عامر * (يلقاه) * على البناء للمفعول من لقيته كذا * (اقرأ كتابك) * على إرادة القول * (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) * أي كفى نفسك والباء مزيدة و * (حسيبا) * تمييز وعلى صلته لأنه أما بمعنى الحاسب كالصريم بمعنى الصارم وضريب القداح بمعنى ضاربها من حسب عليه كذا أو بمعنى الكافي فوضع
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»