تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤١٧
* (والبغي) * والاستعلاء والاستيلاء على الناس والتجبر عليهم فإنها الشيطنة التي هي مقتضى القوة الوهمية ولا يوجد من الإنسان شر إلا وهو مندرج في هذه الأقسام صادر بتوسط إحدى هذه القوى الثلاث ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه هي أجمع آية في القرآن للخير والشر وصارت سبب إسلام عثمان بن مظعون رضي الله تعالى عنه ولو لم يكن في القرآن غير هذه الآية لصدق عليه أنه تبيان لكل شيء وهدى ورحمة للعالمين ولعل إيرادها عقب قوله * (ونزلنا عليك الكتاب) * للتنبيه عليه * (يعظكم) * بالأمر والنهي والميز بين الخير والشر * (لعلكم تذكرون) * تتعظون * (وأوفوا بعهد الله) * يعني البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) * وقيل كل أمر يجب الوفاء به ولا يلائمه قوله * (إذا عاهدتم) * وقيل النذور وقيل الإيمان بالله * (ولا تنقضوا الأيمان) * أي أيمان البيعة أو مطلق الأيمان * (بعد توكيدها) * بعد توثيقها بذكر الله تعالى ومنه أكد بقلب الواو همزة * (وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) * شاهدا بتلك البيعة فإن الكفيل مراع لحال المكفول به رقيب عليه * (إن الله يعلم ما تفعلون) * من نقض الأيمان والعهود * (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها) * ما غزلته مصدر بمعنى المفعول * (من بعد قوة) * متعلق ب * (نقضت) * أي نقضت غزلها من بعد إبرام وإحكام * (أنكاثا) * طاقات نكث فتلها جمع نكث وانتصابه على الحال من * (غزلها) * أو المفعول الثاني لنقضت فإنه بمعنى صيرت والمراد به تشبيه الناقض بمن هذا شأنه وقيل هي ريطة بنت سعد بن تيم القرشية فإنها كانت خرقاء تفعل ذلك * (تتخذون أيمانكم دخلا بينكم) * حال من الضمير في * (ولا تكونوا) * أو في الجار الواقع موقع الخبر أي لا تكونوا متشبهين بامرأة هذا شأنها متخذي أيمانكم مفسدة ودخلا بينكم وأصل الدخل ما يدخل الشيء ولم يكن منه * (أن تكون أمة هي أربى من أمة) * لأن تكون جماعة أزيد عددا وأوفر مالا من جماعة والمعنى لا تغدروا
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»