تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٣
كثر ومنه إعفاء اللحى * (وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء) * كفرانا لنعمة الله ونسيانا لذكره واعتقادا بأنه من عادة الدهر يعاقب في الناس بين الضراء والسراء وقد مس آباءنا منه مثل ما مسنا * (فأخذناهم بغتة) * فجأة * (وهم لا يشعرون) * بنزول العذاب * (ولو أن أهل القرى) * يعني القرى المدلول عليها بقوله * (وما أرسلنا في قرية من نبي) * وقيل مكة وما حولها * (آمنوا واتقوا) * مكان كفرهم وعصيانهم * (لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) * لوسعنا عليهم الخير ويسرناه لهم من كل جانب وقيل المراد المطر والنبات وقرأ ابن عامر لفتحنا بالتشديد * (ولكن كذبوا) * الرسل * (فأخذناهم بما كانوا يكسبون) * من الكفر والمعاصي * (أفأمن أهل القرى) * عطف على قوله * (فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون) * وما بينهما اعتراض والمعنى أبعد ذلك أمن أهل القرى * (أن يأتيهم بأسنا بياتا) * تبييتا أو وقت بيات أو مبيتا أو مبيتين وهو في الأصل مصدر بمعنى البيتوتة ويجيء بمعنى التبييت كالسلام بمعنى التسليم * (وهم نائمون) * حال من ضميرهم البارز أو المستتر في بياتا * (أو أمن أهل القرى) * وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر أو بالسكون على الترديد * (أن يأتيهم بأسنا ضحى) * ضحوة النهار وهو في الأصل ضوء الشمس إذا ارتفعت * (وهم يلعبون) * يلهون من فرط الغفلة أو يشتغلون بما لا ينفعهم * (أفأمنوا مكر الله) * تكرير لقوله * (أفأمن أهل القرى) * و * (مكر الله) * استعارة لاستدراج العبد وأخذه من حيث لا يحتسب * (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) * الذين خسروا بالكفر وترك النظر والاعتبار * (أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها) * أي يخلفون من خلا قبلهم ويرثون ديارهم وإنما عدي يهد باللام لأنه بمعنى يبين * (أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم) * أن الشأن لو نشاء أصبناهم بجزاء ذنوبهم كما أصبنا من قبلهم وهو فاعل يهد أي يغفلون عن الهداية أو
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»