تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٩
شعيب بن ميكائيل بن بسجر بن مدين وكان يقال له خطيب الأنبياء صلى الله عليه وسلم لحسن مراجعته قومه * (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم) * يريد المعجزة التي كانت له وليس في القرآن أنها ما هي وما روي من محاربة عصا موسى صلى الله عليه وسلم التنين وولادة الغنم التي دفعها إليه الدرع خاصة وكانت الموعودة له من أولادها ووقوع عصا آدم على يده في المرات السبع متأخرة عن هذه المقاولة ويحتمل أن تكون كرامة لموسى صلى الله عليه وسلم أو إرهاصا لنبوته * (فأوفوا الكيل) * أي آلة الكيل على الإضمار أو إطلاق الكيل على المكيال كالعيش على المعاش لقوله * (والميزان) * كما قال في سورة هود * (أوفوا المكيال والميزان) * أو الكيل ووزن الميزان ويجوز أن يكون الميزان مصدرا كالميعاد * (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) * ولا تنقصوهم حقوقهم وإنما قال أشياءهم للتعميم تنبيها على أنهم كانوا يبخسون الجليل والحقير والقليل والكثير وقيل كانوا مكاسين لا يدعون شيئا إلا مكسوه * (ولا تفسدوا في الأرض) * بالكفر والحيف * (بعد إصلاحها) * بعدما أصلح أمرها أو أهلها الأنبياء وأتباعهم بالشرائع أو أصلحوا فيها والإضافة إليها كالإضافة في * (بل مكر الليل والنهار) * * (ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) * إشارة إلى العمل بما أمرهم به ونهاهم عنه ومعنى الخيرية إما الزيادة مطلقا أو في الإنسانية وحسن الأحدوثة وجمع المال * (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون) * بكل طريق من طرق الدين كالشيطان وصراط الحق وإن كان واحدا لكنه يتشعب إلى معارف وحدود وأحكام وكانوا إذا رأوا أحدا يسعى في شيء منها منعوه وقيل كانوا يجلسون على المراصد فيقولون لمن يريد شعيبا إنه كذاب فلا يفتننك عن دينك ويوعدون لمن آمن به وقيل كانوا يقطعون الطريق * (وتصدون عن سبيل الله) * يعني الذي قعدوا عليه فوضع الظاهر موضع المضمر بيانا لكل صراط ودلالة
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»