تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٨
أي ما يزورونه من الافك وهو الصرف وقلب الشيء عن وجهه ويجوز أن تكون ما مصدرية وهي مع الفعل بمعنى المفعول روي إنها لما تلقفت حبالهم وعصيهم وابتلعتها بأسرها أقبلت على الحاضرين فهربوا وازدحموا حتى هلك جمع عظيم ثم أخذها موسى فصارت عصا كما كانت فقال السحرة لو كان هذا سحرا لبقيت حبالنا وعصينا وقرأ حفص عن عاصم * (تلقف) * ها هنا وفي طه والشعراء * (فوقع الحق) * فثبت لظهور آمره * (وبطل ما كانوا يعملون) * من السحر والمعارضة * (فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) * أي صاروا أذلاء مبهوتين أو رجعوا إلى المدينة أذلاء مقهورين والضمير لفرعون وقومه * (وألقي السحرة ساجدين) * جعلهم ملقين على وجوههم تنبيها على أن الحق بهرهم واضطرهم إلى السجود بحيث لم يبق لهم تمالك أو أن الله ألهمهم ذلك وحملهم عليه حتى ينكسر فرعون بالذين أراد بهم كسر موسى وينقلب الأمر عليه أو مبالغة في سرعة خرورهم وشدته * (قالوا آمنا برب العالمين) * * (رب موسى وهارون) * أبدلوا الثاني من الأول لئلا يتوهم أنهم أرادوا به فرعون * (قال فرعون آمنتم به) * بالله أو بموسى والاستفهام فيه للانكار وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وروح عن يعقوب وهشام بتحقيق الهمزتين على الأصل وقرأ حفص * (آمنتم به) * على الأخبار وقرأ قنبل * (قال فرعون) * وآمنتم يبدل في حال الوصل من همزة الاستفهام بهمزة ومدة مطولة في تقدير أتفين في طه على الخبر بهمزة وألف وقرأ في الشعراء على الاستفهام بهمزة ومدة مطولة في تقدير ألفين وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية * (قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه) * أي أن هذا الصنيع لحيلة احتلتموها أنتم وموسى * (في المدينة) * في مصر قبل أن تخرجوا للميعاد
(٤٨)
مفاتيح البحث: السجود (1)، الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»