تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٥٤
فيه أو مهلكون وهو وقت الغرق أو الموت وقيل إلى اجل عينوه لايمانهم * (إذا هم ينكثون) * جواب لما أي فلما كشفنا عنهم فاجؤوا النكث من غير تأمل وتوقف فيه * (فانتقمنا منهم) * فأردنا الانتقام منهم * (فأغرقناهم في اليم) * أي البحر الذي لا يدرك قعره وقيل لجته * (بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) * أي كان اغراقهم بسبب تكذيبهم بالآيات وعدم فكرهم فيها حتى صاروا كالغافلين عنها وقيل الضمير للنقمة المدلول عليها بقوله * (فانتقمنا منهم) * * (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون) * بالاستبعاد وذبح الأبناء من مستضعفيهم * (مشارق الأرض ومغاربها) * يعني ارض الشام ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعة والعمالقة وتمكنوا في نواحيها * (التي باركنا فيها) * بالخصب وسعة العيش * (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل) * ومضت عليهم واتصلت بالانجاز عدته إياهم بالنصرة والتمكين وهو قوله تعالى * (ونريد أن نمن) * إلى قوله * (ما كانوا يحذرون) * وقرئ (كلمات ربك) لتعدد المواعيد * (بما صبروا) * بسبب صبرهم على الشدائد * (ودمرنا) * وخربنا * (ما كان يصنع فرعون وقومه) * وقوله * (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) * وما بعده ذكر ما أحدثه بنو إسرائيل من الأمور الشنيعة بعد أن من الله عليهم بالنعم الجسام واراهم من الآيات العظام تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما أرى منهم وايقاظا للمؤمنين حتى لا يغفلوا عن محاسبة أنفسهم ومراقبة أحوالهم روي أن موسى عليه الصلاة والسلام معبر بهم يوم عاشوراء بعد مهلك فرعون
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»