تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٦
آبائهم وكان قد استعبدهم واستخدمهم في الأعمال * (قال إن كنت جئت بآية) * من عند من أرسلك * (فأت بها) * فأحضرها عندي ليثبت بها صدقك * (إن كنت من الصادقين) * في الدعوى * (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) * ظاهر أمره لا يشك في أنه ثعبان وهو الحية العظيمة روي أنه لما ألقاها صارت ثعبانا أشعر فاغرا فاه بين لحييه ثمانون ذراعا وضع لحيه الأسفل على الأرض والأعلى على سور القصر ثم توجه نحو فرعون فهرب منه وأحدث وانهزم الناس مزدحمين فمات منهم خمسة وعشرون ألفا وصاح فرعون يا موسى أنشدك بالذي أرسلك خذه وأنا أومن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذه فعاد عصا * (ونزع يده) * من جيبه أو من تحت إبطه * (فإذا هي بيضاء للناظرين) * أي بيضاء بياضا خارجا عن العادة تجتمع عليها النظارة أو بيضاء للنظار لا إنها كانت بيضاء في جبلتها روي أنه عليه السلام كان آدم شديد الأدمة فأدخل يده في جيبه أو تحت إبطه ثم نزعها فإذا هي بيضاء نورانية غلب شعاعها شعاع الشمس * (قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم) * قيل قاله هو وأشراف قومه على سبيل التشاور في أمره فحكى عنه في سورة الشعراء وعنهم ها هنا * (يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون) * تشيرون في أن نفعل * (قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين) * * (يأتوك بكل ساحر عليم) * كأنه اتفقت عليه آراؤهم فأشاروا به على فرعون والإرجاء التأخير أي أخر أمره وأصله أرجئه كما قرأ أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب من أرجأت وكذلك أرجئوه على قراءة ابن كثير على الأصل في الضمير أو (أرجهي) من أرجيت كما قرأ نافع في رواية ورش وإسماعيل والكسائي واما قراءته في رواية قالون * (أرجه) * بحذف الياء فللاكتفاء بالكسرة عنها وأما قراءة حمزة وعاصم وحفص * (أرجه) *
(٤٦)
مفاتيح البحث: سورة الشعراء (1)، الغلّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»