تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٨
أبلغ في الإنكار والتوبيخ وقرأ نافع وحفص إنكم على الإخبار المستأنف وشهوة مفعول له أو مصدر في موقع الحال وفي التقييد بها وصفهم بالبهيمية الصرفة وتنبيه على أن العاقل ينبغي أن يكون الداعي له إلى المباشرة طلب الولد وبقاء النوع لا قضاء الوطر * (بل أنتم قوم مسرفون) * إضراب عن الإنكار إلى الإخبار عن حالهم التي أدت بهم إلى ارتكاب أمثالها وهي اعتياد الإسراف في كل شيء أو عن الإنكار عليها إلى الذم على جميع معايبهم أو عن محذوف مثل لا عذر لكم فيه بل أنتم قوم عادتكم الإسراف * (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم) * أي ما جاؤوا بما يكون جوابا عن كلامه ولكنهم قابلوا نصحه بالأمر بإخراجه فيمن معه من المؤمنين من قريتهم والاستهزاء بهم فقالوا * (إنهم أناس يتطهرون) * أي من الفواحش * (فأنجيناه وأهله) * أي من آمن به * (إلا امرأته) * استثناء من أهله فإنها كانت تسر الكفر * (كانت من الغابرين) * من الذين بقوا في ديارهم فهلكوا والتذكير لتغليب الذكور * (وأمطرنا عليهم مطرا) * أي نوعا من المطر عجيبا وهو مبين بقوله * (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) * * (فانظر كيف كان عاقبة المجرمين) * روي أن لوط بن هاران بن تارح لما هاجر مع عمه إبراهيم صلى الله عليه وسلم إلى الشام نزل بالأردن فأرسله الله إلى أهل سدوم ليدعوهم إلى الله وينهاهم عما اخترعوه من الفاحشة فلم ينتهوا عنها فأمطر الله عليهم الحجارة فهلكوا وقيل خسف بالمقيمين منهم وأمطرت الحجارة على مسافريهم * (وإلى مدين أخاهم شعيبا) * أي وأرسلنا إليهم وهم أولاد مدين بن إبراهيم خليل الله
(٣٨)
مفاتيح البحث: الشام (1)، الإسراف (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»