تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٧
بسكون الهاء فتلشبيه المنفصل بالمتصل وجعل جه كابل في إسكان وسطه وأما قراءة ابن عامر برواية ابن ذكوان أرجئه بالهمزة وكسر الهاء فلا يرتضيه النحاة فإن الهاء لا تكسر إلا إذا كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة ووجهه أن الهمزة لما كانت تقلب ياء أجريت مجراها وقرأ حمزة والكسائي بكل سحار وفيه وفي يونس ويؤيده اتفاقهم عليه في الشعراء * (وجاء السحرة فرعون) * بعدما أرسل الشرطة في طلبهم * (قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين) * استأنف به كأنه جواب سائل قال ما قالوا إذ جاؤوا وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم * (إن لنا لأجرا) * على الإخبار ويجاب الاجر كأنهم قالوا لا بد لنا من أجر والتنكير للتعظيم * (قال نعم) * إن لكم لأجرا * (وإنكم لمن المقربين) * عطف على ما سد مسده * (نعم) * وزيادة على الجواب لتحريضهم * (قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين) * خيروا موسى مراعاة للأدب أو إظهارا للجلادة ولكن كانت رغبتهم في أن يلقوا قبله فنبهوا عليها بتغيير النظم إلى ما هو أبلغ وتعريف الخبر وتوسيط الفصل أو تأكيد ضميرهم المتصل بالمنفصل فلذلك * (قال بل ألقوا) * كرما وتسامحا أو ازدراء بهم ووثوقا على شأنه * (فلما ألقوا سحروا أعين الناس) * بأن خيلوا إليها ما الحقيقة بخلافه * (واسترهبوهم) * وأرهبوهم ارهابا شديدا كأنهم طلبوا رهبتهم * (وجاؤوا بسحر عظيم) * في فنه روي أنهم ألقوا حبالا غلاظا وخشبا طوالا كأنها حيات ملأت الوادي وركب بعضها بعضا * (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك) * فألقاها فصارت حية * (فإذا هي تلقف ما يأفكون) *
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»