تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٠
على عظم ما يصدون عنه وتقبيحا لما كانوا عليه أو الإيمان بالله * (من آمن به) * أي بالله أو بكل صراط على الأول ومن مفعول على إعمال الأقرب ولو كان مفعول توعدون لقال وتصدونهم وتوعدون بما عطف عليه في موقع الحال من الضمير في تقعدوا * (وتبغونها عوجا) * وتطلبون لسبيل الله عوجا بإلقاء الشبه أو وصفها للناس بأنها معوجة * (واذكروا إذ كنتم قليلا) * عددكم أو عددكم * (فكثركم) * بالبركة في النسل أو المال * (وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) * من الأمم قبلكم فاعتبروا بهم * (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا) * فتربصوا * (حتى يحكم الله بيننا) * أي بين الفريقين بنصر المحقين على المبطلين فهو وعد للمؤمنين ووعيد للكافرين * (وهو خير الحاكمين) * إذ لا معقب لحكمه ولا حيف فيه * (قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) * أي ليكونن أحد الأمرين إما إخراجكم من القرية أو عودكم في الكفر وشعيب صلى الله عليه وسلم لم يكن في ملتهم قط لأن الأنبياء لا يجوز عليهم الكفر مطلقا لكن غلبوا الجماعة على الواحد فخوطب هو وقومه بخطابهم وعلى ذلك أجرى الجواب في قوله * (قال أولو كنا كارهين) * أي كيف نعود فيها ونحن كارهون لها أو أتعيدوننا في حال كراهتنا
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»