تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٤
يعدمكم ويخلق خلقا آخر مكانكم رتب ذلك على كونه خالقا للسموات والأرض استدلال ا به عليه فإن من خلق أصولهم وما يتوقف عليه تخليقهم ثم كونهم بتبديل الصور وتغيير الطبائع قدر أن يبدلهم بخلق آخر ولم يمتنع عليه ذلك كما قال * (وما ذلك على الله بعزيز) * بمعتذر أو متعسر فإنه قادر لذاته لا اختصاص له بمقدور دون مقدور ومن كان هذا شانه كان حقيقا بأن يؤمن به ويعبد رجاء لثوابه وخوفا من عقابه يوم الجزاء * (وبرزوا لله جميعا) * أي يبرزون من قبورهم يوم القيامة لأمر الله تعالى ومحاسبته أو * (لله) * على ظنهم فإنهم كانوا يخفون ارتكاب الفواحش ويظنون أنها تخفى على الله تعالى فإذا كان يوم القيامة انكشفوا لله تعالى عند أنفسهم وإنما ذكر بلفظ لماضي لتحقيق وقوعه * (فقال الضعفاء) * الاتباع جمع ضعيف يريد به ضعاف الرأي وإنما كتبت بالواو على لفظ من بفخم الألف قبل الهمزة في مليها إلى الواو * (للذين استكبروا) * لرؤوسائهم الذين استتبعوهم واستغفووهم * (إنا كنا لكم تبعا) * في تكذيب الرسل والإعراض عن نصائحهم وهو جمع تابع كغائب وغيب أو مصدر نعت به للمبالغة أو على إضمار مضاف * (فهل أنتم مغنون عنا) * دافعون عنا * (من عذاب الله من شيء) * من الأولى للبيان واقعة موقع الحال والثانية للتبغيض واقعة موقع المفعول أي بعض الشيء الذي هو عذاب الله ويجوز أن تكونا للتبعيض أي بعض شيء هو بعض عذاب الله والأعراب ما سبق ويحتمل أن تكون الأولى مفعولا والثانية مصدرا أ ي فهل أنتم مغنون بعض العذاب بعض الإغناء * (قالوا) * أي الذين استكبروا جوابا عن معاقبة الأتباع واعتذار عما فعلوا بهم * (لو هدانا الله) * للإيمان ووفقنا له * (لهديناكم) * ولكن ضللنا فأضللناكم أي اخترنا لكم ما اخترناه لأنفسنا أو لو هدنا الله طريق النجاة من العذاب لهديناكم وأغنيناه عنكم كما عرضناكم له لكن سد دوننا طريق الخلاص * (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا) * مستويان
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»