تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٥
* (ليعلم أني لم أخنه بالغيب) * قال له جبريل ولا حين هممت فقال ذلك * (إن النفس لأمارة بالسوء) * من حيث إنها بالطبع مائلة إلى الشهوات فتهتم بها وتستعمل القوى والجوارح في أثرها كل الأوقات * (إلا ما رحم ربي) * إلا وقت رحمة ربي أو إلا ما رحمه الله من النفوس فعصمه من ذلك وقيل الاستثناء منقطع أي ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة وقيل الآية حكاية قول راعيل والمستثنى نفس يوسف وأضرابه وعن ابن كثير ونافع (بالسو) على قلب الهمزة واوا ثم الادغام * (إن ربي غفور رحيم) * يغفر هم النفس ويرحم من يشاء بالعصمة أو يغفر للمستغفر لذنبه المعترف على نفسه ويرحمه ما استغفره واسترحمه مما ارتكبه * (وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي) * أجعله خالصا لنفسي * (فلما كلمه) * أي فلما أتو به فكلمه وشاهد من الرشد والدهاء * (قال إنك اليوم لدينا مكين) * ذو مكانة ومنزلة * (آمين) * مؤتمن على كل شيء روي أنه لما خرج من السجن اغتسل وتنظف ولبس ثيابا جددا فلما دخل على الملك قال اللهم أني أسألك من خيره وأعوذ بعزتك وقدرتك من شره ثم سلم عليه ودعا له بالعبرية فقال الملك ما هذا اللسان قال لسان آبائي وكان الملك يعرف سبعين لسانا فكلمه بها فأجابه بجميعهما فتعجب منه فقال أحب أن أسمع رؤياي منك فحكاها ونعت له بالبقرات والسنابل وأمكانها على ما رآها فأجلسه على السرير وفوض إليه أمره وقيل توفي قطفير في تلك الليالي فنصبه منصبه وزوج منه راعيل فوجدها عذراء وولد له منها أفرائيم وميشا * (قال اجعلني على خزائن الأرض) * ولني أمرها والأرض أرض مصر * (إني حفيظ) * لها ممن لا يستحقها * (عليم) * بوجوه التصرف فيه ولعله عليه السلام لما رأى أنه يستعمله في أمره لا محالة آثر ما تعم فوائده وتجل عوائده وفيه دليل على جواز طلب التولية وإظهار أنه مستعد لها والتولي من يد الكافر إذا علم أنه لا سبيل إلى إقامة الحق وسياسة الخلق إلا بالاستظهار به وعن مجاهد أن الملك أسلم على يده
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»