تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٩١
قص من حال البقرات وأجرى السمان على المميز دون المميز لأن التمييز بها ووصف السبع الثاني بالعجاف لتعذر التمييز بها مجردأ عن الموصوف فإنه لبيان الجنس وقياسه عجف لأنه جمع عجفا عجفاء لكنه حمل على * (سمان) * لأنه نقيضه * (يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي) * عبروها * (إن كنتم للرؤيا تعبرون) * إن كنتم عالمين بعبارة الرؤيا وهي الإنتقال من الصور الخيالية إلى المعاني النفسانية التي هي مثالها من العبور وهي المجاوزة وعبرت الرؤيا عبارة أثبت من عبرتها تعبيرا واللام للبيان أو لتقوية العامل فإن الفعل لما أخر عن مفعول ضعف فقوي باللام كاسم الفاعل أو لتضمن * (تعبرون) * معنى فعل يعدى باللام كأنه قيل إن كنتم تنتدبون لعبارة الرؤيا * (قالوا أضغاث أحلام) * أي هذه أضغاث أحلام وهي تخاليطها جمع ضغث واصله ما جمع من أخلاط النبات وحزم فاستعير للرؤيا الكاذبة وإنما جمعوا للمبالغة في وصف الحلم بالبطلان كقولهم فلان يركب الخيل أو لتضمنه أشياء مختلفة * (وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) * يريدون بالأحلام المنامات الباطلة خاصة أي ليس لا تأويل عندنا وإنما التأويل للمنامات الصادقة فهو كنه مقدمة للعذر في جهلهم بتأويله * (وقال الذي نجا منهما) * من صاحبي السجن وهو الشرابي * (وادكر بعد أمة) * وتذكر يوسف بعد جماعة من الزمان مجتمعة أي مدة طويلة وقرئ * (أمة) * بكسر الهمزة وهي النعمة أي بعدما أنعم عليه بالنجاة وأمه أي نسيان يقال أمه يأمه أمها إذا نسي والجملة اعتراض ومقول القول * (أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون) * أي إلى من عنده علمه أو إلى السجن
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»