الضروع وقرأ حمزة والكسائي بالتاء على تغليب المستفتي وقرئ على بناء المفعول من عصره إذا أنجاه ويحتمل أن يكون المبني للفاعل منه أي يغيثهم الله ويغيث بعضهم بعضا أو من أعصرت السحابة عليهم فعدي بنزع الخافض أو بتضمينه معنى المطر وهذه بشارة بشرهم بها بعد أن أول البقرات السمان والسنبلات الخضر بسنين مخصبة والعجاف واليابسات بسنين مجدبة وابتلاع العجاف السمان يأكل ما جمع في السنين المخصبة في السنين المجدبة ولعله علم ذلك بالوحي أو بأن انتهاء الجدب بالخصب أو بأن السنة الآلهية على أن يوسع على عباده بعد ما ضيق عليهم * (وقال الملك ائتوني به) * بعد ما جاءه الرسول بالتعبير * (فلما جاءه الرسول) * ليخرجه * (قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) * إنما تأنى في الخروج وقدم سؤال النسوة وفحص حالهن لتظهر براءة ساحته ويعلم أنه سجن ظلما فلا يقدر الحاسد أن يتوسل به إلى تقبيح أمره وفيه دليل على أنه ينبغي أن يجتهد في نفي التهم ويتقي مواقعها وعن النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبثت لأسرعت الإجابة وإنما قال فأسأله ما بال النسوة ولم يقل فاسأله أن يفتش عن حالهن تهييجا له على البحث وتحقيق الحال وغنما لم يتعرض لسيدته مع ما صنعت به كرما ومراعاة للأدب وقرئ * (النسوة) * بضم النون * (إن ربي بكيدهن عليم) * حين قلن لي أطع مولاتك وفيه تعظيم كيدهن والاستشهاد بعلم الله عليه وعلى أنه بريء مما قذف به والوعيد لهن على كيدهن * (قال ما خطبكن) * قال الملك لهن ما شأنكن والخطب أمر يحق أن يخاطب فيه صاحبه * (إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله) * تنزيه له وتعجب من قدرته على خلق
(٢٩٣)