تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٩
من الإتيان به إلا للإحاطة بكم كقولهم أقسمت بالله إلا فعلت أي ما أطلب إلا فعلك * (فلما آتوه موثقهم) * عهدهم * (قال الله على ما نقول) * من طلب الموثق وإتيانه * (وكيل) * رقيب مطلع * (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) * لأنهم كانوا ذوي جمال وأبهة مشتهرين في مصر بالقربة والكرامة عند الملك فخاف عليهم أن يدخلوا كوكبة واحدة فيعانوا ولعله لم يوصهم بذلك في الكرة الأولى لأنهم كانوا مجهولين حينئذ أو كان الداعي إليها خوفه على بنيامين وللنفس آثار منها العين والذي يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في عوذته اللهم إني أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة * (وما أغني عنكم من الله من شيء) * مما قضي عليكم بما أشرت به إليكم فإن الحذر لا يمنع القدر * (إن الحكم إلا لله) * يصيبكم لا محالة إن قضي عليكم سوء ولا ينفعكم ذلك * (عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون) * جمع بين الحرفين في عطف الجملة على الجملة لتقدم الصلة للاختصاص كأن الواو للعطف والفاء لإفادة التسبب فإن فعل الأنبياء سبب لأن يقتدي بهم * (ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم) * أي من أبواب متفرقة في البلد * (ما كان يغني عنهم) * رأي يعقوب واتباعهم له * (من الله من شيء) * مما قضاه عليهم كما قال يعقوب عليه السلام فسرقوا وأخذ بنيامين بوجدان الصواع في رحله وتضاعف المصيبة على يعقوب * (إلا حاجة في نفس يعقوب) * استثناء منقطع أي ولكن حاجة في نفسه يعني شفقته عليهم وحرازته من أن يعانوا * (قضاها) * أظهرها ووصى بها * (وإنه لذو علم لما علمناه) * بالوحي ونصب الحجج ولذلك ولذلك قال * (وما أغني عنكم من الله من شيء) * ولم يغتر بتدبيره * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * سر القدر وأنه لا يغني عنه الحذر * (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه) * ضم إليه بنيامين على الطعام أو في المنزل روي أنه أضافه فأجلسهم مثنى فبقي بنيامين وحيدا فبكى وقال لو كان أخي يوسف حيا لجلس معي فأجلسه معه على مائدته ثم قال لينزل كل اثنين منكم بيتا وهذا لا ثاني له فيكون معي فبات عنده وقال له أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك قال من
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»