ورحمته فإنه لا يخيب داعيه ولا يدع المتجىء إليه أو من الله بنوع من الإلهام * (ما لا تعلمون) * من حياة يوسف قيل رأى ملك الموت في المنام فسأله عنه فقال هو حي وقيل علم من رؤيا يوسف أنه لا يموت حتى يخر له إخوته سجدا * (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) * فتعرفوا منهما وتفحصوا عن حالهما والتحسس تطلب الإحساس * (ولا تيأسوا من روح الله) * ولا تقنطوا من فرجه وتنفيسه وقرئ * (من روح الله) * أي من رحمته التي يحيا بها العباد * (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) * بالله وصفاته فإن العارف المؤمن لا يقنط من رحمته في شيء من الأحوال * (فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز) * بعدما رجعوا إلى مصر رجعة ثانية * (مسنا وأهلنا الضر) * شدة الجوع * (وجئنا ببضاعة مزجاة) * رديئة أو قليلة ترد وتدفع رغبة عنها من أزجيته إذا دفعته ومنه تزجية الزمان قيل كانت دراهم زيوفا وقيل صوفا وسمنا وقيل الصنوبر والحبة الخضراء وقيل الأقط وسويق المقل * (فأوف لنا الكيل) * فأتم لنا الكيل * (وتصدق علينا) * برد أخينا أو بالمسامحة وقبول المزجاة أو بالزيادة على ما يساويها واختلف في أن حرمة الصدقة تعم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو تختص بنبينا صلى الله عليه وسلم * (إن الله يجزي المتصدقين) * أحسن الجزاء والتصدق التفضل مطلقا ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في القصر هذه صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته لكنه اختص عرفا بما يبتغي به ثواب من الله تعالى * (قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه) * أي هل علمتم قبحه فتبتم عنه وفعلهم بأخيه إفراده عن يوسف وإذلاله حتى لا يستطيع أن يكلمهم إلا بعجز وذلة * (إذ أنتم جاهلون) * قبحه فلذلك أقدمتم عليه أو عاقبته وإنما قال ذلك تنصيحا لهم وتحريضا على التوبة وشفقة عليهم لما رأى من عجزهم وتمسكنهم لا معاقبة وتثريبا وقيل أعطوه كتاب
(٣٠٦)