تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٩
أي إلا الأشياء باعتبار أسام أطلقتم عليها من غير حجة تدل على تحقق مسمياتها فيها فكأنكم لا تعبدون إلا الأسماء المجردة والمعنى أنكم سميتم ما لم يدل على استحقاقه الألوهية عقل ولا نقل آلهة ثم أخذتم تعبدنوها باعتبار ما تطلقون عليها * (إن الحكم) * ما الحكم في أمر العبادة * (إلا لله) * لأنه المستحق لها بالذات من حيث إنه الواجب لذاته الموجد للكل والمالك لأمره * (أمر) * على لسان أنبيائه * (ألا تعبدوا إلا إياه) * الذي دلت عليه الحجج * (ذلك الدين القيم) * الحق وأنتم لا تميزون المعوج عن القويم وهذا من التدرج في الدعوة وإلزام الحجة بين لهم أولا رجحان التوحيد على اتخاذ الآلهة على طريق الخطابة ثم برهن على أن ما يسمونها آلهة ويعبدونها لا تستحق الإلهية فإن استحقاق العبادة إما بالذات وإما بالغير وكلا القسمين منتف عنها ثم نص على ما هو الحق القويم والدين المستقيم الذي لا يقتضي العقل غيره ولا يرتضي العلم دونه * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * فيخبطون في جهالاتهم * (يا صاحبي السجن أما أحدكما) * يعني الشرابي * (فيسقي ربه خمرا) * كان يسقيه قبل ويعود إلى ما كان عليه * (وأما الآخر) * يريد به الخباز * (فيصلب فتأكل الطير من رأسه) * فقالا كذبنا فقال * (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) * أي قطع الأمر الذي تستفتيان فيه وهو ما يؤول إليه أمركما ولذلك وحده فإنهما وإن استفتيا في أمرين لكنهما أرادا استبانة عاقبة ما نزل بهما * (وقال للذي ظن أنه ناج منهما) * الظان يوسف إن ذكر ذلك عن اجتهاد وإن ذكره عن وحي فهو الناجي إلا أن يؤول الظن باليقين * (اذكرني عند ربك) * اذكر حالي عند الملك كي يخلصني * (فأنساه الشيطان ذكر ربه) * فأنسى الشرابي أن يذكره لربه فأضاف إليه
(٢٨٩)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الظنّ (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»