تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٦
في نفي الحال وقرئ بشر بالرفع على لغة تميم وبشرى أي بعبد مشترى لئيم * (إن هذا إلا ملك كريم) * فإن الجمع بين الجمال الرائق والكمال الفائق والعصمة البالغة من خواص الملائكة أو لأن جماله فوق البشر ولا يفوقه فيه إلا الملك * (قالت فذلكن الذي لمتنني فيه) * أي فهو ذلك العبد الكنعاني الذي لمتنني في الافتنان به قبل أن تتصورنه حق تصوره ولو تصورتنه بما عاينتن لعذرتنني أو فهذا الذي لمتنني فيه فوضع ذلك موضع هذا رفعا لمنزلة المشار إليه * (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) * فامتنع طلبا للعصمة أقرت لهن حين عرفت أنهن يعذرنها كي يعاونها على إلانه عريكته * (ولئن لم يفعل ما آمره) * أي ما آمر به فحذف الجار أو أمري إياه بمعنى موجب أمري فيكون الضمير ليوسف * (ليسجنن وليكونن من الصاغرين) * من الأذلاء وهو من صغر بالكسر يصغر صغرا وصغارا والصغير من صغر بالضم صغرا وقرئ * (ليكونن) * وهو يخالف خط المصحف لأن النون كتبت فيه بالألف ك * (لنسفعا) * على حكم الوقف وذلك في الخفيفة لشبهها بالتنوين * (قال رب السجن) * وقرأ يعقوب بالفتح على المصدر * (أحب إلي مما يدعونني إليه) * أي أثر عندي من مؤاناتها نظرا إلى العاقبة وإن كان هذا مما تشتهيه النفس وذلك مما تكرهه وإسناد الدعوة إليهن جميعا لأنهن خوفنه من مخالفتها وزين لها مطاوعتها أو دعونه إلى أنفسهن وقيل إنما ابتلي بالسجن لقوله هذا وإنما كان الأولى به أن يسأل الله العافية ولذلك رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على من كان يسأل الصبر * (وإلا تصرف عني) * وإن لم تصرف عني * (كيدهن) * في تحبيب ذلك إلي وتحسينه عندي بالتثبيت على العصمة
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»