تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٥
بأيدهن فإذا خرج عليهن يبهتن ويشغلن عن نفوسهن فتقع أيديهن على أيدهن فيقطعنها فيبكتن بالحجة أو يهاب يوسف مكرها إذا خرج وحده على أربعين امرأة في أيديهن الخناجر وقيل متكأ طعاما أو مجلس طعام فإنهم كانوا يتكئون للطعام والشراب ترفا ولذلك نهى عنه جميل (فظللنا بنعمة واتكأنا وشربنا الحلال منن قللة) وقيل المتكأ طعام يحز حزا كأن القاطع يتكئ عليه بالسكين وقرئ * (متكأ) * بحذف الهمزة (متكاء) بإشباع الفتحة كمنتزاح و * (متكأ) * وهو الأترج أو ما يقطع من متك الشيء إذا بتكه و * (متكأ) * من تكىء يتكأ إذا اتكأ * (وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه) * عظمنه وهبن حسنه الفائق وعن النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت يوسف ليلة المعراج كالقمر ليلة البدر وقيل كان يرى تلألؤ وجهه على الجدران وقيل أكبرن بمعنى حضن من أكبرت المرأة إذا حاضت لأنها تدخل الكبر بالحيض والهاء ضمير للمصدر أو ليوسف عليه الصلاة والسلام على حذف اللام أي حضن له من شدة الشبق كما قال المتنبي (خف الله واستر ذا الجمال ببرقع فإن لحت حاضت في الخدور العوائق) * (وقطعن أيديهن) * جرحنها بالسكاكين من فرط الدهشة * (وقلن حاش لله) * تنزيها له من صفات العجز وتعجبا من قدرته على خلق مثله وأصله (حاشا) كما قرأ أبو عمرو في الدرج فحذفت ألف الأخيرة تخفيفا وهو حرف يفيد معنى التنزيه في باب الاستثناء فوضع الاستثناء فوضع موضع التنزيه واللام للبيان كما في قولك سقيا لك وقرئ حاشا الله بغير لام بمعنى براءة الله وحاشا لله بالتنوين على تنزيله منزلة المصدر وقيل حاشا فاعل من الحشا الذي هو الناحية وفاعله ضمير يوسف أي صار في ناحية لله مما يتوهم فيه * (ما هذا بشرا) * لأن الجمال غير معهود للبشر وهو على لغة الحجاز في إعمال ما عمل ليس لمشاركتها
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»