تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٧
* (أصب إليهن) * أمل إلى جانبهن أو إلى أنفسهن بطبعي ومقتضى شهوتي والصبوة الميل إلى الهوى ومنه الصبا لأن النفوس تستطيبها وتميل إليها وقرئ * (أصب) * من الصبابة وهي الشوق * (وأكن من الجاهلين) * من السفهاء بارتكاب ما يدعونني إليه فإن الحكيم لا يفعل القبيح أو من الذين لا يعملون بما يعلمون فإنهم والجهال سواء * (فاستجاب له ربه) * فأجاب الله دعاءه الذي تضمنه قوله * (وإلا تصرف) * * (فصرف عنه كيدهن) * فثبته بالعصمة حتى وطن نفسه على مشقة السجن وآثرها على اللذة المتضمنة للعصيان * (إنه هو السميع) * لدعاء الملتجئين إليه * (العليم) * بأحوالهم وما يصلحهم * (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات) * ثم ظهر للعزيز وأهله من بعد ما رأوا الشواهد الدالة على براءة يوسف كشهادة الصبي وقد القميص وقطع النساء أيديهن واستعصامه عنهن وفاعل * (بدا) * مضمر يفسره * (ليسجننه حتى حين) * وذلك لأنها خدعت زوجها وحملته على سجنه سبع سنين وقرئ بالتاء على أن بعضهم خاطب به العزيز على التعظيم أو العزيز ومن يليه وعتى بلغة هذيل * (ودخل معه السجن فتيان) * أي أدخل يوسف السجن واتفق أنه أدخل حينئذ أخران من عبيد الملك شرابيه وخبازه للاتهام بأنهما يريدان أن يسماه * (قال أحدهما) * يعني الشرابي * (إني أراني) * أي في المنام وهي حكاية حال ماضية * (أعصر خمرا) * أي عنبا وسماه خمرا باعتبار ما يؤول إليه * (وقال الآخر) * أي الخباز * (إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه) * تنهش منه * (نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين) * من الذين يحسنون تأويل الرؤيا أو من العالمي وإنما قالا ذلك لأنهما رأياه في السجن يذكر الناس ويعبر رؤياهم أو من المحسنين إلى أهل السجن فأحسن إلينا بتأويل ما رأينا إن كنت تعرفه * (قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله) * أي بتأويل ما قصصتما علي أو
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»