تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٨
القصص أن إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار جرد عن ثيابه فأتاه جبريل عليه السلام بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه فدفعه إبراهيم إلى إسحاق وإسحاق إلى يعقوب فجعله في تميمة علقها بيوسف فأخرجه جبريل عليه السلام وألبسه إياه ولتنبئنهم بأمره هذا لتحدثنهم بما فعلوا بك * (وهم لا يشعرون) * إنك يوسف لعلو شأنك وبعده عن أوهامهم وطول العهد المغير لحلى والهيئات وذلك إشارة إلى ما قال لهم بمصر حيين دخلوا عليه ممتارين * (فعرفهم وهم له منكرون) * بشره بما يؤول إليه أمره إيناسا له وتطييبا لقلبه وقيل * (وهم لا يشعرون) * متصل ب * (أوحينا) * أي آنسناه بالوحي وهم لا يشعرون ذلك * (وجاؤوا أباهم عشاء) * أي آخر النهار وقرئ (عشيا) وهو تصغير عشي وعشي بالضم والقصر جمع أي عشوا من البكاء * (يبكون) * متباكين روي أنه لما سمع بكاءهم فزع وقال مالكم يا بني وأين يوسف * (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) * نتسابق في العدو أو في الرمي وقد يشترك الافتعال والتفاعل كالإنتضال والتناضل * (وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا) * بمصدق لنا * (ولو كنا صادقين) * لسوء ظنك بنا وفرط محبتك ليوسف * (وجاؤوا على قميصه بدم كذب) * أي ذي كذب بمعنى مكذوب فيه ويجوز أن يكون وصفا بالمصدر للمبالغة وقرئ بالنصب على الحال من الواو أي جاؤوا كاذبين و (كدب) بالدال غير المعجمة أيكدر أو طري وقيل أصله البياض الخارج على أظفار الأحداث فشبه به الدم اللاصق على القميص وعلى قميصه في موضع النصب على الظرف أي فوق قميصه أو على الحال من الدم إن جوز تقديمها على المجرور روي أنه لما سمع بخبر يوسف صاح وسأل عن قميصه فأخذه وألقاه على و جهة وبكى حتى خضب وجهه بدم القميص وقال ما رأيت كاليوم ذئبا أحلم من هذا أكل أبني ولم يمزق عليه قميصه ولذلك * (قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا) * أي سهلت لكم أنفسكم وهونت في أعينكم أمرا
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»